207

تاریخ ادبیات عربي په نههمه او لومړۍ ربعه پېړۍ کې

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

خپرندوی

دار المشرق

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

فما رأينا قبلهُ من طائرٍ ... يشنَف الأسماع بالجواهرِ
يُغني عن المُدام والنديمِ ... إذا شدا بصوتهِ الرخيمِ
أين الكَمنَجْا منهُ صوتًا إن شدا ... ورَّبما استُغنيَ عنها إن بدا
فيا لهُ من طائرٍ صدوحِ ... يدعو إلى الغَبوق والصَبُوح
ذو ذَنَبٍ فاقَ وللهِ العجبْ ... على اللُّجَين وهو بالحُسن ذهبْ
مزَّينٌ بالتاج كالطاووسِ ... ملَّون الرداء كالعروسِ
للهِ حسنُ ذلك المنقارِ ... من ذهبٍ قد صيغَ لا من قارِ
قد كان في الدنيا من الزهَّاِد ... ملازمَ الخلوة بانفرادِ
وعاش محبوسًا ولم يشكُ الضجرْ ... حتى أبادهُ القضاءُ والقدرْ
فإنّني أهدي إليهِ الفاتحةْ ... وإن يكن من الطيور الصادحةْ
عبد السلام الشطي
واشتهر في طرابلس الشام قبل هؤلاء بزمن قليل الشيخ عبد السلام بن عبد الرحمن المعروف بالشطي الدمشقي. وأصل أسرته من بغداد وولد هو بدمشق سنة ١٢٥٦ (١٨٤٠) ثم درس العلوم الدينية والفقهية على علماء الفيحاء وتعبد على الطريقة القادرية وكان صبًا للآداب مشهورًا بفرط الذكاء وحسن النظم غلب على شعره اللطف والعذوبة. وله ديوان بهمة حفيده محمد جميل الشطي سنة ١٣٢٤. وقد سافر المترجم إلى بلاد الروم مرتين ودخل القسطنطينية سنة ١٢٩٣ ووجه عليه تدريس أدرنه وخصص له راتب سنوي من الصرة السلطانية. توفي فجأة في دمشق في ١١ محرم سنة ١٢٩٥ (منتصف كانون الثاني ١٨٧٨) . ومن شعره ما قاله في وصف بيروت وتهنئتها بسحب ماء نهر الكلب إليها:
بيروت أني في هواها أرغبُ ... من ثغرها البسَّامِ طابَ المشربُ
يا حسنها من بلدة قد خصَّها ... ربُّ العباد بما يسرُّ ويطربُ
بين البلاد بديعةٌ فكأنها ... شمسٌ على أُفقِ العلى لا تغربُ
يا طالما قد زرُتها فوجدتهُا ... ظمآنةً من حرّها تتلهَّبُ
حيرانةً حار الطبيب بدائها ... ودواؤها قد عزَّ فيهِ المطلبُ
تشكي وتبكي حسرةً وتأسُّفًا ... من فقدها ما تشتهيهِ وتطلبُ
من بعد ذاك أتيتُها فوجدتُها ... تحتالُ من عُجْبٍ وذيلًا تسحبُ

1 / 208