تاریخ ادبیات عربي په نههمه او لومړۍ ربعه پېړۍ کې
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
خپرندوی
دار المشرق
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
يحرسها الناطورُ في البستانِ ... خوفًا عليها من يدٍ الزمانِ
بُخارها يصعد بالهباء ... كمصعد البالون في الهواء
كأنها قد نزلت من السما ... فأصبحَ الكونُ بها منسَّما
وطعمُها يجلبُ للإفهامِ ... بسُكرهِ حلاوةَ المُدامِ
ميَّاسةُ الأَعطاف في الرياضِ ... يأكلها كلُّ شريف راضِ
عنها سَلُوا مِصْرَ وتلك الخطَّةْ ... فإنهم أدرى بهذه النقطة
إذ عندهم لها اعتبارٌ زائدُ ... وقِدرُها تسمو بهِ الموائدُ
ترى عليها كثرة الملاعقِ ... تُقرعُ بالأسنان كالصواعقِ
إن مُلئت بها بطون القِصَعِ ... تشرقها الأبصارُ قبل الَمبلعِ
وترجَمتْ عنها فحولُ المغربِ ... فملئوا بها بطون الكتبِ
وخصّها بالذكر أفلاطونُ ... وقال منها يُصنعُ المعجونُ
كانت للقمانَ الحكيم مأكَلا ... وجوفهُ لها استقرَّ منزلا
وكان يوصي سائرَ الأطبا ... بقراطُ أن يستعملوها شربا
كذا ابن سينا قال في القانونِ ... لا تبخلوا بها على البطونِ
وهي طويلة تفنن فيها الشاعر ما شاء ومن فكاهاته ما رثى به طائرًا من نوع الكنار مات لأحد أصحابه فقال يعزيه:
يا صاحبي عُزّيتَ بالكنارِ ... فإَّنهُ من أحسن الأطيار
قد صدحَت بمدحِه الأخبارُ ... وحُمدتْ لذاتهِ الآثارُ
ولم تقصّر في أداء ما وجبْ ... من حقّه وقُمتَ بالذي طلبْ
من أمّهِ كنتَ عليهِ أَشفقا ... ومن أبيهِ يا رفيقي أَرفقا
ما مات من جوع ولا من قلَّهْ ... لكن رماهُ ريشهُ بعلَّهْ
لا يُرتجي لدائهِ شفاءُ ... والموت إن حلَّ فما الدواءُ
عليه لا تحزنْ وكن صَبورا ... والتزمِ الشكرَ تكن مأجورا
لو كان يُفدى بالنفيس الغالي ... فديتهُ من طارق الليالي
لكن إذا ما حادثُ الموتِ نزلْ ... لا ينفعُ الحزمُ ولا تُغْني الحَيلْ
عوَّضك الرحمن عنهُ طيرًا ... يكون بالتغريدِ منهُ خيرا
1 / 207