تاریخ ادبیات عربي په نههمه او لومړۍ ربعه پېړۍ کې
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
خپرندوی
دار المشرق
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
أعدَّت لحربي جندَها فلقيتُها ... بقوَّةِ جأش دونها قوَّة الصَلْدٍ
واستقبل الأخطار بالبشر لاهيًا ... بدون اكتراثٍ مازجَ الهزل بالجدِّ
وإن ضاق ميدانُ المخاوف لم أكن ... حريصًا على حبّ الحياة ولا أفدي
ولأبي النصر رحلتان إلى القسطنطينية كانت الأولى في أيام السلطان عبد المجيد موفدًا من محمد عليّ الكبير وأنشد حينئذٍ شيخ الإسلام قوله يمدح القسطنطينية:
وكنَّا نرى مصر السعيدة جَّنةً ... ونحسُبها دون البلاد هي العليا
فلمَّا رأى دار الخلافة عينُنا ... علمنا يقينًا أنها لَهيَ الدنيا
وكانت رحلتنه الثانية مع الخديوي إسماعيل باشا وصادف دخولهما الآستانة يوم عيد جلوس السلطان عبد العزيز سنة ١٢٨٩ (١٨٧٢) فقال أبو النصر يمدح الحضرة السلطانية بقصيدة مطلعها:
تبسَّمتِ الأزهار عن لؤلؤ القطرِ ... ففاح شذاها في الحدائق كالعطرِ
ومنها في مدح السلطان:
أفادَ العلا جاهًا وعزًا مؤبدًا ... وأَلبسها من مجدهِ حللَ الفخرِ
وأبدى لأعلام التقدُّمِ مظهرًا ... به ملكهُ يعلو على دولِ العصرِ
وأحيا لإحياء العلى كلّ دارسٍ ... فأضحت قلاعُ الثغر باسمة الثغرِ
وجدَّد في عهد قريبٍ بواخرًا ... بها قوَّةُ الإسلام محكمةُ الأمرِ
برونقها تكسو الفخار مهابةً ... وتعلو بما حازت على الأنجمِ الزُّهرِ
لهُ من رجال الحرب جيشٌ عر مرمٌ ... لهم هِمَمٌ في الفتك بالبيض والسمرِ
مدافُعهم شمُّ الأُنوفِ على العدى ... تخرُّ لهم شمُّ الجبالِ من الصخرِ
وأسيافُهم في السلْم يحلو صيامُها ... متى جُرّدت مالت إلى الفطر بالنَّحرِ
وختمها بهذا التاريخ:
وها أن في البُشرى أقولُ مؤرخًا ... جلوسُكَ عيدُ الدهرام ليلةُ القدرِ
محمود صفوت
ومن معاصري أبي النصر على وطنيه محمود أفندي صفوت بن مصطفى آغا الزيلع الشهير بالساعاتي ولد بالقاهر سنة ١٢٤١ وبها توفي سنة وفاة أبي
1 / 143