174

تاریخ

التاريخ

ژانرونه

وكان الإمام علي (ع) قد أرسله الرسول (ص) إلى أهل اليمن فأسلمت له همدان في يوم واحد، فبعث إلى الرسول (ص) يخبره الخبر فلما قرأ الرسول (ص) الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه وقال: «السلام على همدان» مرتين. وفي رواية: ثلاث (1).

وقد قال علي (ع) معبرا عن ذلك:

... فلو كنت بوابا على باب جنة ... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام

وقد كان لأهل اليمن أيضا دورهم المميز في الفتوحات الإسلامية، وكانوا أيضا قادة وجنود الإمام علي (ع) في قتاله الناكثين، والقاسطين، والمارقين، ولم يقتصر دورهم على ذلك فقط. بل برز فيهم العلماء الكبار الذين طلبهم العلماء والفقهاء للاستفادة منهم، ومنهم سيد التابعين: أويس القرني، ووهب بن منبه أحد أكابر علماء التابعين، صحب حبر الأمة ابن عباس، وأدرك من الصحابة الحسين بن علي (ع) شهيد كربلاء، وأخيه محمد بن الحنفية. وكذلك طاووس اليماني، وعبدالرزاق الصنعاني، وغيرهم الكثير.

وهذا الدور الخطير الذي حققه اليمنيون للإسلام أدرك معاوية خطورته على سلطانه وملكه، فأرسل عليهم جيشا بقيادة «بسر بن أرطأة وساندهم العثمانيون اليمنيون، فعاث في الأرض فسادا وقتل النساء والأطفال والشيوخ» (2)، وكان من ضمن قتلاه طفلا عبيدالله بن عباس قثم وعبدالرحمن ذبحهما بيده وهما على مصحفهما يتعلمان القرآن، وكان عبيدالله بن عباس قد تركهما عند أم سعيد البرزخية، وبلغ عليا (ع) خبره فقال: «اللهم اسلبه دينه وعقله»، ووجه إليه جارية بن قدامة السعدي، ومعه وهب بن مسعود في أربعة آلاف فارس، فهرب بسر بعد أن قتل أكثر من ثلاثين ألف مسلم من محبي علي (ع)، وعند وصوله إلى الشاب أصيب بالجنون وساءت خاتمته وكان يأكل الأذى فيمنعه أهله فيقول لهم: «أنتم تمنعوني وقثم وعبدالرحمن يطعماني إياه».

مخ ۱۷۴