ولأن الإمام الناصر (ع) كان شاعرا مجيدا فهذه مقتطفات من شعره:
فقد قال (ع) مبينا سبب قيامه لنصرة الحق من قصيدة طويلة:
ولما رأيت اعتداء العباد * وإظهارهم كل مالا يحل
وعقد الإمامة للفاسقين * وكل ظلوم ضلول مضل
وخمس ذوي الخمس مابينهم * للهو لهم دولة مبتدل
وكان لهم علل من دماء * بني المصطفي بعد ورد نهل
نهضت ولم ابتئس بالذي * من الأهل أو غيرهم قد خذل
لتجديد دين الإله الذي * أراه بجور الورى قد شمل
على الله في كل يوم ما قد أروم * وأسعى لإصلاحة أتكل
وما الله عن خلقه غافل * ولا الله عن خلقه قد غفل (1)
ومن شعره (ع) في بداية الدعوة:
أشكو إلى الله أن الحق متروك * بين العباد وأن الشر مقبول
وإن حكم كتاب الله مطرح * وحكم من خالف القرآن معمول
وإن ذا اليتم والمسكين بينهمو * بمزجر الكلب منهور ومقتول
وإن من ينصر الشيطان متبع * وإن من ينصر الرحمن مخذول
وإن أمتنا أبدت عداوتنا * إن خصنا من عطاء الله تفضيل
إذا ذكرنا بعلم أو بعارفة * صاروا كأنهمو من غيظهم حول
وإنهم لا يعينونا لنصرتنا * للحق حين أعان الديلم الجيل
يحرمون حلالا من تسفههم * وفيهمو لحرام الله تحليل
وإن عترة خير الخلق بينهمو * مبغضون فمطرود ومقتول
في كل يوم لهم وتر ومظلمة * وسابح في دماء الطهر مطلول
فاجهد وجاهد ولاة الجور محتسبا * فقد فشى الشرك فيهم والأضاليل (2)
وله عليه السلام:
أرتني أهوال العباد بصيرتي * وتصديق وعد الغيب رأي عيان
فأيقنت أني بالذي قد كسبته * مدين فقلبي دائم الخفقان
وإن وعيد الله حق ووعده * فمن موبق أو فائز بجنان
فأعلنت بالتوحيد والعدل قائلا * وأظهرت أحكام الهدى ببيان
وقال (ع) متحدثا عن جهاده:
شيخ شرى مهجته بالجنة * واستن ما كان أبوه سنه
ولم يزل علم الكتاب فنه * يجاهد الكفار والأظنة
بالمشرفيات وبالأسنة وقال (ع) متألما لمصائب أهل البيت (ع):
مخ ۱۵۵