حكاية من حياته (ع) لما فتح (ع) آمل قام أحمد بن إسماعيل قائد الجيش العباسي في خراسان وجمع جيوشا عظيمة، وتوجه إلى طبرستان، وأخبر أنه سيخربها ولن يبقي بالديلم شجرة، واشتغل الناس بذلك، فخرج عليهم الناصر (ع) يوما من الأيام وقال قد كفيتم أمر هذا الرجل فقد وجهت عليه جيشا يكتفى بهم في أمره. فقالوا له: أيها الإمام ومن أين هذا الجيش ومتى انفذتهم؟ قال صليت البارحة ركعتين، ودعوت الله عليه فما كان إلا مسافة ورود الخبر، واتصل العلم بأن غلمانه قتلوه (1).
ومن حلمه وعدله: أنه نادى يوما غلاما له ثلاث مرات فلم يجبه فلما أطال عليه قال مجيبا مرة أي (لا تعش). فقال (ع): مسكين أضجرناه.
وكان (ع) في مرضه لا يفوته صلاة بوضوء إلى أن أثقل فكان يومي إلى الوضوء بيده فيوضوه ويأخذ في الصلاة حتى فاضت نفسه وهو ساجد (2).
وقال (ع) يوما لأصحابه: (إني لا أغر نفسي، ولا أخدعها بالأماني ولا أطمع أن أنال الجنة بغير عمل، ولا أشك في أن من أساء وظلم منا ضوعف له العذاب، وأنا ولد الرجل الذي دل على الهدى، وأشار إلى أبواب الخير، وشرع هذه الشرائع، وسن هذه السنن والأحكام، فنحن أولى الخلق باتباعه واقتفاء أثره، واحتذاء أمثاله والإقتداء به) (3).
يقول الدكتور أحمد محمود صبحي في كتابه الزيدية: (والواقع أنه ما كان لأهل الديلم وطبرستان أن يستجيبوا للناصر وأن يدينوا بدين الإسلام إلا لأنهم وجدوا فيه خلقا يباين تماما ولاة العباسية كان عالما زاهدا إذ يقول ليس لي شبر أرض ولا يكون إن شاء الله، قويا في الحق متمسكا بقول الرسول (ع): (لو أن عبدا قام ليله وصام نهاره وأنفق ماله في سبيل الله، وعبد الله بين الركن والمقام ثم يكون آخر ذلك أن يذبح بين الركن والمقام مظلوما لما صعد إلى الله من عمله وزن ذرة حتى يظهر المحبة لأولياء الله والعداوة لأعداء الله) (4).
مخ ۱۵۴