150

تاریخ

التاريخ

ژانرونه

وقد أزعجت هذه المباديء الدولة العباسية كثيرا، وخافوا من انتشار دعوته وتوسعها فجمعوا الجيوش وتوجهوا لحربه، وتصدى لهم الإمام محمد بن زيد (ع) وانتصر عليهم في جميع المعارك التي شنوها عليه، إلى أن كانت آخر معركة في خراسان، وكالعادة استطاع أن يلحق الهزيمة بالجيش العباسي، فتفرق جيشه لأخذ الغنائم، ولما رأى قائد الجيش العباسي المنهزم أنتشار الناس عن محمد بن زيد، عاد مع مجموعة من جنده للقتال، فالتقاه محمد بن زيد (ع) في عدة يسيرة، وقاتل (ع) حتى أصيب بجراحات كثيرة قاتلة. ولم يعرف، وأسر ابنه (زيد) فسألوه عن أبيه. فقال: عهدته يقاتل. فمر به رجل من الجنود العباسيين، وهو راكب على فرس أبيه، فقال: هذا فرس أبي، فسأل الجندي عنه، فقال الجندي: وجدت شيخا جريحا لا حراك به فرميت به عنه، وأخذت الفرس. فذهبوا إلى موضعه ووجدوه وبه رمق (1) فمات بجرجان ودفن هناك وكان ذلك سنة 276ه.

الإمام الناصر للحق (ع)

هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

ولد بالمدينة سنة 230ه وأخذ يتلقى العلوم الإسلامية على يد آبائه، ثم انتقل إلى العراق وقرأ على محمد بن منصور المرادي راوي كتاب أمالي أحمد بن عيسى (ع) وعلى فقيه الكوفة أيضا: الحسن بن يحيى وعلى غيرهما من رجال الزيدية في بغداد حتى جمع علوم القرآن، والكلام، والفقه، والحديث، والأدب، والأخبار، واللغة، والشعر، وقرأ من الكتب السابقة ثلاثة عشر كتابا وحفظها، ومنها: التوارة والإنجيل والزبور، والفرقان، وباقيها من الصحف، ثم قام بتعليم الناس، وأنشاء مجلسا يجتمع إليه الفقهاء والعلماء لإملاء الحديث وللمدارسة في العلوم جمعها القاضي أبو عبدالله في كتاب سماه ألفاظ الناصر.

مخ ۱۵۰