ثم كان ظهور الإمام الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط عليهم السلام، دعا في آخر أيام المتوكل العباسي(1) واستخفى أولا في الري ثم توجه إلى الديلم سنة 250ه. تلبية لدعوتهم، وعند وصوله أسلم على يديه بعض جهات الديلم، وانضم إليه كثير من المسلمين المرابطين في تلك الثغور، وشرع في إقامة حكم إسلامي وتدبير أمور الدولة، وتكون له جيش قوي هزم به العباسيين وطرد عمالهم من آمل، وطبرستان، وجرجان.
وسلم لولاته دستورا لطريقة حكمهم يسيرون عليه وهو [العمل بكتاب الله، وسنة رسوله (ص) وما صح عن أمير المؤمنين (ع) في أصول الدين وفروعه (2).
وأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس العدل والتوحيد، والنهي الشديد عن القول بالجبر والتشبيه.
وأقام (ع) في تلك الجهات ينشر العدل والفضيلة، وأمر بعمارة المشهدين المقدسين. مشهد أمير المؤمنين (ع)، ومشهد الإمام الحسين (ع)، وأرسل الأموال إلى فقراء أهل البيت (ع) في العراق، والحجاز، وفي سنة 270ه انتقل إلى جوار ربه، فبايع الناس أخاه (محمد بن زيد) فأكمل مسيرة الحق والعدالة.
قال الإمام عبدالله بن حمزة عنه (يضرب بعدله المثل، وهو الذي أجرى رسوم العدل، ونفى رسوم الجور، وأظهر معالم الدين) (3).
مخ ۱۴۹