ثم يقول: إنها ساءتهم الحرب وأرادوا أن يحفظوا لأولئك مكانتهم في نفوس المسلمين، (( فلم يجدوا إلا أن يتحمل وزر ذلك كله يهودي أسلم ليكيد للإسلام )). انتهى كلام الدكتور (1) وهذا ما يؤكده كثير من الباحثين والمؤرخين المنصفين. يقول الدكتور طه حسين عن ذلك (( إن ذلك لم يكن إلا وهما، وأن أمر السبائية ليس إلا متكلفا منحولا قد اخترع بآخره، وقد ادخره خصوم الشيعة للشيعة ليدخلوا في اصول هذا المهذهب عنصرا يهوديا إمعانا في الكيد لهم والنيل منهم )) (2).
وهنا نضرب مثلا آخر من صور التشويه التي تعرض لها تاريخنا الإسلامي:
فمن المعلوم أننا نعرف ما جرى بين الإمام الحسن (ع)، ومعاوية بن أبي سفيان وتدبير معاوية قتل الحسن (ع) بالسم.
ونعرف جميعا حادثة كربلاء الأليمة والتي لا يحتاج الإنسان إلى شرح عنها، وكلنا يعرف ويعلم يقينا من هو يزيد؟ الشاب المستهتر، المخمور، الذي لا يعرف ولا يفقه من الإسلام شيئا صار في غفلة من المسلمين أميرا عليهم.
ويستنكر الحسين (ع) هذا الأمر ويصمد أمام هذا الباطل، وتمر بنا ذكريات كربلاء الحزينة المفجعة، ونجد سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمثل به هذا التمثيل، ونجد بنات رسول الله سبايا عند (( ابن زياد، ويزيد)).
ونحن نستنكر هذا ونستعظمه لو أن المشركين فعلوه، ولم يفعلوه.
مخ ۱۵