137

تاریخ

التاريخ

ژانرونه

ونجح إدريس (ع) في بناء إسلام المغرب وعروبته ومد رقعته في شمال المغرب الأقصى، وغربي المغرب الأوسط، واستطاع أن يثبت دعائم الحق والعدل والمساواة، وأن يقضي على النزعات الخارجية التي كانت قد اجتاحت معظم مناطق المغرب الأوسط، والتي كاد العالم الإسلامي أن يصاب بكارثة كبرى منها في تلك المناطق لولا الإمام إدريس(ع).

وأسس دولة إسلامية أصبحت الدرع الواقي للإسلام في الجهة الغربية، وكل ذلك في غضون خمس سنوات.

الخلافة العباسية وموقفها:

بعد أن استقر الإمام إدريس (ع) في المغرب وتمكن من إقامة دولة إسلامية قوية تحكم بالكتاب والسنة، اتصل (بالرشيد) ما فعله إدريس في المغرب، ودخول البربر في طاعته فخاف من ذلك خوفا شديدا، وخاف أن يمتد نفوذ إدريس (ع) إلى المشرق الإسلامي ففكر في مواجهة الإمام إدريس (ع) ولكنه رأى أن المواجهة العسكرية ليست بالأمر السهل، ولن تجدي، لأن النفوذ العباسي الفعلي لم يكن يتجاوز حدود مصر وبعض المدن الإفريقية، ولا طاقة لجيوش العراق على الوصول إلى هناك، بالإضافة إلى أن الإمام إدريس (ع) كان قد تكون له جيش كثيف من البربر يستطيعون مواجهة الجيوش العباسية، فاضطر الرشيد إلى استشارة يحيى بن خالد البرمكي.

المكر البرمكي:

تأكد يحيى بن خالد البرمكي أنه لا قبل لهم ولا طاقة لمواجهة إدريس بن عبدالله، ففكر في مؤامرة دنيئة وخسيسة تهدف إلى اغتيال الإمام إدريس بن عبدالله (ع) وقال لهارون الرشيد (ليطب عيش أمير المؤمنين، فإني أكفيك أمر إدريس ولا يعرف هلاكه إلا مني) (1). وأخبر هارون الرشيد بأنه سيبعث إلى إدريس رجلا تتوفر فيه صفات الغدر والمكر ، والدهاء والجرأة ليغتاله.

ووقع اختياره على رجل يسمى سليمان بن جرير على اختلاف الروايات في اسمه ويعرف بالشماخ، وأخبره يحيى بمهمته وبعث معه سما قاتلا، وأعطاه الأموال الجزيلة، ووعده برفعة منزلته في الدولة.

رحيل الشماخ إلى المغرب:

مخ ۱۳۷