Tareekh Nuzool Al-Quran
تاريخ نزول القرآن
خپرندوی
دار الوفاء - المنصورة
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
د خپرونکي ځای
مصر
ژانرونه
سورة «الضحى»
ومع روضة جديدة من روضات القرآن الكريم مع سورة الضحى التى نجد فيها الخطاب الرحيم من الله سبحانه لرسوله ﷺ بعد فترة للوحى، وانقطاع زاد فيه حنين رسول الله ﷺ لنزول جبريل بوحى ربه الذى تشرق به الحياة، والذى به يخرج الناس.
من الظلمات إلى النور، وكان هذا الانقطاع فرصة للمشركين أن يتقولوا على رسول الله ﷺ، وأن يقولوا: إن ربّ محمد قلاه فنزلت سورة «الضحى» الكريمة بردا وسلاما على رسول الله ﷺ تخبره وتخبر الناس بما له عند ربه، وما يدخره له، وما كان من فضل الله عليه، والذى لا يحرمه منه أبدا.
ذكر الإمام أحمد فيما يرويه عن جندب قال: اشتكى النبى ﷺ فلم ينم ليلة أو ليلتين فأتت امرأة فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله ﷿:
وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (٣) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١). رواه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وابن أبى حاتم وابن جرير من طرق عن الأسود بن قيس عن جندب هو ابن عبد الله البجلى. وفى رواية سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس سمع جندبا قال: أبطأ جبريل على رسول الله ﷺ فقال المشركون: ودع محمدا ربه فأنزل الله تعالى: وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (٣).
وقال العوفى عن ابن عباس ﵄: لما نزل على رسول الله ﷺ القرآن أبطأ عنه جبريل أياما فتغير بذلك، فقال المشركون: ودعه ربه وقلاه، فأنزل الله: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (٣) وهذا قسم منه تعالى بالضحى وما جعل فيه من الضياء، والليل إذا سجى أى: سكن وأظلم وادلهمّ. وفى هذا القسم استمرار بالتذكير بهذه الآيات الكونية العظيمة التى جاءت فى السور السابقة من الليل والفجر فهنا القسم بالضحى، وما جعل الله فيه من النور والليل إذا أقبل وسكن وأظلم؛ لينظر الناس فى هذه الآيات؛ ولينظروا أيضا فى نعمة الله عليهم فى تنوير بصائرهم وهدايتهم للتى هى
1 / 151