تراجم مشاهير الشرق په نولسمه پېړۍ کې (لومړی برخه)
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
ژانرونه
وعهدتا بتربية الغلام وتثقيفه إلى رجل مشهور بالتعقل والصلاح اسمه «ونغ تونغ شو» وهو الذي غرس فيه الميل إلى قبول الآراء الحديثة، ويقال إن الغلام شب وفيه انعطاف إلى الإمبراطورة الأولى أكثر مما إلى «تسي». ولكن القضاء فصل بينهما، فماتت تلك سنة 1881، وخلا الجو لتسي، وما زال كونغ على الحكومة إلى سنة 1884 فعزلته، وولت مكانه البرنس «تشون» والد الإمبراطور الغلام، ولم يكن تشون كفئا لذلك المنصب العظيم، ولكنها استخدمته آلة، واستعانت في إدارة شئون المملكة بالرجل السياسي الصيني الشهير لي هنغ تشانغ، وفي سنة 1888 آن وقت انتخاب عروس للإمبراطور الجديد، فاستعرضت البنات واختارت له فتاة اسمها «تيت هونالا» ابنة أحد رجال الحكومة.
شكل 15-2: كوانغ سو إمبراطور الصين الحالي.
وفي سنة 1889 جلس الإمبراطور الجديد على كرسي المملكة وسمي «كوانغ سو»، والصين أرقى حالا مما كانت عليه يوم تولاها سلفه، وكانت تسي قد شعرت قبل جلوسه أن النفوذ ذاهب منها، فأرادت حفظ حقوقها فكتبت عهدا اشترطت لنفسها فيه بعض الحقوق في السلطة، وطلبت إلى الإمبراطور أن يمضيه قبل أن يتولى، فأمضاه، فلما تولى أنكر ذلك عليها فاعتبرت إنكاره خيانة، ونشأ النزاع بينهما من ذلك الحين. (5) الإمبراطور كوانغ سو
كان هذا الإمبراطور في حداثته ميالا إلى الصناعة اليدوية والآلات الميكانيكية مع ميل قليل إلى الدروس والمطالعة، ولما تولى الملك أظهر من الجلد على العمل ما يندر مثله في الملوك بالنظر إلى صغر سنه؛ فإنه ينهض من فراشه الساعة 3 ونصف بعد نصف الليل فيتناول فطورا خفيفا، ويستقبل وزراءه من الساعة الرابعة إلى الساعة السادسة، ثم يخرج لإقامة الشعائر الدينية، ويتناول غذاءه الساعة الحادية عشرة، ويتعشى في العصر ويذهب إلى الفراش باكرا جدا.
وهو نحيف البدن، أصفر اللون مع اسمرار، لوزي العينين أسودهما، مرتفع الجبهة منتظمها، مقوس الحاجبين، لطيف الفم بارز الذقن، إذا ابتسم ظهرت أسنانه صفراء مستطيلة غير منتظمة، تلوح على وجهه النباهة يخالطها بعض السويداء، ولعل ذلك ناتج عن انقطاعه إلى العمل الشاق مع تحمله التبعة الكبرى في هذا المنصب العظيم، وكان اعتماده الأكبر على وزيره لي هنغ تشانغ، وكل ما تم من المشروعات المفيدة على يده إنما تم برأي هذا الوزير العظيم.
وفي عام 1896 ظهر شاب اسمه «كانغ يومي» كان أستاذا في كانتون، وكان مغرما بتاريخ بطرس الأكبر قيصر الروس الشهير، فحدثته نفسه أن يصلح الصين كما أصلح بطرس الأكبر روسيا، فرفع إلى الإمبراطور تقريرا في الإصلاح اللازم لمملكته حرضه فيه على نقض عوائد أسلافه وتقاليدهم، وأن يتبع خطوات جيرانه اليابانيين والروسيين في التماس التمدن الحديث، وأن يجمع وزراءه ورجال حكومته إلى الهيكل الذي يصلون فيه ويأخذ عليهم المواثيق والعهود المقدسة بأن يجروا الإصلاح في المملكة، وأن ينقح قوانين الإدارة ويفتح لرعيته سبيلا يرفعون به ظلاماتهم إليه رأسا، وأن يختار لحكومته شبانا أذكياء نشيطين بقطع النظر عن حالهم في دنياهم أو أنسابهم، وأن ينشئ 12 إدارة كسائر الممالك المتمدنة، وبسط له كيفيات الحكومة ووضع الضرائب وغير ذلك مما يطول شرحه.
ودفع هذا التقرير أولا إلى أحد الوزراء، فكان جوابه: «وكيف نغير تقاليد أسلافنا وعاداتهم»، أما الإمبراطور فأعجب بما فيه وعول على العمل به وشرع في تنفيذ ذلك سريعا، ولكنه لسوء حظه لم يكن له ما كان لبطرس الأكبر من القوة والمنعة، وكان في جملة مساعيه أنه أبعد الإمبراطورة «تسي» إلى جزيرة في ساحة القصر، فلما هاج الشعب من صدمة تلك الإصلاحات خابروا الإمبراطورة واتفقوا معها على محاصرة القصر، فحاصروه ثم دخلته «تسي»، وأصدرت سنة 1898 أمرا بإمضاء الإمبراطور يعترف فيه أنه بالنظر لعجزه عن إدارة شئون المملكة قد كلف الإمبراطورة «تسي» أن تنوب عنه فيها، فعادت إلى ولاية الأحكام، وفر رجال الإصلاح وفي مقدمتهم «كانغ يومي»، وظل كوانغ سو محصورا في قصره تصدر الأوامر باسمه وهو لا يعلم بها. أما نصراء الإصلاح فإنهم طافوا في أنحاء المملكة يطعنون في الإمبراطورة واستبدادها، فشق ذلك عليها فأمرت بإعدامهم ووعدت من يأتي برأس زعيمهم «كانغ يومي» بجائزة كبرى.
وقد يخيل للقارئ مما قدمناه أن هذه المرأة مفطورة على الأذى أو أنها وحش بصورة إنسان، ولكن بعض الذين قابلوها ودرسوا أخلاقها يقولون فيها ما يخالف ذلك، ومنهم كاتب إنكليزي قال في عرض كلامه عن فظائعها في القصر الإمبراطوري: «ولكنها بالنظر إلى العالم الخارجي لا تقل شيئا في أخلاقها وسجاياها عن الملكة فيكتوريا.» وهو إطناب كبير وخصوصا من رجل إنكليزي، وذكروا لها حسنات أخرى، على أن بعضهم عدد سيئاتها وبالغ في فظاعتها حتى لم نعد نعرف الحقيقة، والظاهر أنها جمعت إلى قوة العقل كثرة المطامع، والله أعلم.
الفصل السادس عشر
منيليك ملك الحبشة
ناپیژندل شوی مخ