215

تراجم اعیان

ژانرونه

الوزارة العظمى . وكان باطته خبيثا . وكان يقتل من يرى عنده مالا كثيرا فلما اطلع السلطان، نصره الله قعالى، على خيانته، قتله قتلة شنيعة وكان قد قتل قبل ذلك رزيرا يثقال له قاسم باشا. وهو الذي كان قد أجلته على مرير السلطنة عند موت آبيه.

واستمر ابن جانبلاذ في حلب متحكتما متجبترا، حتى آن الآمير أ حمد بن ريشة الحياري لما مات أرسل ابن جانبلاذ إلى ستلمية عسكرا فضبطوها ، وأخذوا ما بها من الفلات والذخائر التركات للأمير أحمد المذكور.

ولما اسنقر الأمر في الشام على رجوع عساكرها الذين كانوا قد هريوا من ابن جانبلاذ أرسلوا إلى باب السلطنة رجلا من جماعته ومعه جماعة من عسكر دمشق. فذهبوا من طريق البحر، ونزلوا من ساحل طرابلس، واستمروا في قسطنطينية مدة طويلة، إلى أن قدم الوزير الأعظم مراد باشا، بلكغه الله تعالى من الخير ما شاء) من سفر الروم . وكان قد أصلح ما بين السلطان وبين سلاطين المجر فلما قدم الوزير المذكور عرضوا عليه ما معهم من الأوراق والمكاتيب والعروض من حكام دمشق وأكابرها .

فعرضها على حضرة السلطان فعين السلطان الوزير المذكور لدفع ابن جانبلاذ عن حلب ونواحيها ، ولدفع بقية الخوارج عن الخروج على السلطنة ، مثل العبد سعيد ومحمد الطويل الخارج في نواحي سيواس. فقدم الوزير المذكور ومعه من المساكر الرومية ما تزيد على ثلاث مثة الف، ما بين فارس وراجل. ولم يزل الوزبر المذكور سائرا بالعساكر المذكررة، فكان كلتما مر بقوم. من الخارجين يقتلهم ، حق أزال السكبانية الخارجين، ولم يبق سوى العبد سعيد والطويل محمد فانهما حادا عن طريقه ولم يستطع لحاقهما والاتباع لهما خونا من فوات الوقت وهجوم الشتاء ، لأن الغرض الاعظم في ارساله إنما هو ابن جانبلاذ وتخليص حلب منه، لأنه كان قد قارب أن يملك البلاد بالاستقلال

============================================================

فسار إلى ان وصل إلى آدنه وختلصها من يد جمشيد الخارجي، وأعطاها لبعض عبيد السلطان أحمد نصرء الله تعالى وأيده ، وأدام مجده وأبده ولما اتفصل عن جسر المصتيص إلى هذا الجانب تيقن ابن جانبلاذ أنه قاصده . وأما قبل ذلك فإنه كان شاكا في وصوله إلى حلب فلما تيقن قصد الوزير له، أرسل الى السكبانية الذين كانوا منفرقين في البلاد فجمعهم ، وأرسل إلى الأمير فخر الدين ابن معن فأخذ من كانوا عنده من السكبانيتة، وكانوا نحو ثلاثة آلاف . وأرسل إلى الأمير يوسف بن سيفا فأخذ من كانوا عنده من السكبانيتة وكانوا قريبا من ثلاثة آلاف وكانوا يتسللون إليه من كل حدب، إلى حلب . فيقال ان العصاة الذين تجمعوا عنده كانوا يزيدون على أربعين ألفا ولما عرض عسكره بلغه أن الوزبر قارب بلاد مرعش. فخرج من حلب بأبهة عظيمة، وزينة جسيمة . وجزم بمقابلة الوزير المذكور ومقاتلته، ومبارزته، ومنازلته، ومناضلته ومناصلته، ومصابرته ومضاربته.

وكان الوزير في أثناء ذلك ايراسله بالكلمات الطيتية، ويواصله بالسحائب المروية الصييبة، طمعا في استصلاح أمره . وفرارا مين جر أة من معه وصعوبة مكره قما زاده استصلاح الوزير له إلا فسادا، ولا أورثه إلا كبرا وعتوا وعينادا فتزاحف الليل والنهار، وتقاربت الظلمة2 والآنوار . فبرز عكر ابن جانبلاذ إلى المقاقلة يوم الاثنين السابع والمشرين من جمادى الآخرة فلم يحر بين الفريقين إلا القليل من المراشةة وفي صباح الثلاثاء برز كل فريق إلى الآخر، واستمر القتسال إلى آخر النهار)، ولم يظهر الانكسار على أحد الفريقين ، بل تراجعا متقاربين أو متساويين، غير آن صولة البفاة كانت ظاهرة، لكون فرقة السكبانيتة في صنعة الحروب ماهرة، وفي يوم الأربعاء التحم القتال، وزادت قار

============================================================

الحرب في الاشتعال، حتى كاد عسكر البغاة أن يكون غالبا، ولكن كان حكم الله بالغأ ، وقهره للأعداء سالبا . فكان من اللطف الرباني أن في جملة الآمراء، بل في أعيان الوزاره وزير بقال له حسين باشا الترياقي رتتب عكر الإسلام وقال : قاتلوا البغاة إلى وقت الظهر) فاذا حكم وقت الظهر فافترقوا فرقتين ، فرفة منكم تذهب لجهة اليمين وأخرى تكون في جهة الشمال، واجعلوا عرصة القتال خالية للأعداء وحدهم . وكان قد أخفى المدافع الكبيرة في مقابلة العدو وملأها بالبارود.

فلما افترق عسكر السلطان ، نصره الله تعالى ، فرقتين ، ظن المخذولون جماعة ابن جانبلاذ أن ذلك الافتراق كان عن هرب آو رهب. وما عرفوا أنه عن تدبير يكون سببأ لفتح حلب . فبالغوا في اتباع عساكر الإسلام إلى أن كادوا يخالطونهم . فلما فربوا وخلت لهم عرصة القتال ) ضربوا بالمدافع الثقال . فاظمت النواح، وصاح عليهم جنود الحق أعظم صياح، ولحقوهم بالسيوف القاطعة، والاسنتة اللامعة، إلى أن أزاحوهم عن خيامهم، وفطمرا أطماعهم عن مرامم وشرعوا يفر قوت بين الرؤوس والابدان ولم ينظر أحد منهم إلى ما وراءه حذرا من رقع السنان . وكحلوا عيونهم بإئد الغبار، وطبقت الأرض بالظلمة حتى كأن الليل جاوز النهار . وبالغ الأعداء في الهرب . وأكتد جنود الإسلام فعل الطلب ، إلى أن حال بينهم الليل، وجرت دماؤهم كالسيل. وفارقت النفوس، هاتيك الابدان بقطع الرموس وضاقت الصحراء بجثنهم القبيحة) ولم يستفيدوا سوى عذاب النار والفضيحة وأما علي بك ابن جانبلاذ فإنه نجا برأس طمترة ولجام . وظن أن ما كان فيه من الدولة أضفات أحلام واستمر هاربا إلى مدينة حلب) وقد شرب ما وضع من ضرع التدامة وحلب، ولم يقر له بها قرار

ناپیژندل شوی مخ