تنزيه القرآن عن المطاعن
تنزيه القرآن عن المطاعن
ژانرونه
سورة السجدة
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم) أليس ذلك صريحا في أنه تعالى في السماء؟ وجوابنا أنه جعل جل وعز السماء مكانا للملائكة وللأرزاق التي بها يحيي الناس ولذلك قال تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون) فلاجل ذلك قال (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) ومعنى قوله (ثم يعرج إليه) أي الى المكان الذي لا حكم فيه الا حكمه لان الملائكة طوع الله ولا يفعلون إلا بأمره.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة). وجوابنا أن المراد بهذه الآية نزول الملائكة بالوحي وغيره من السماء الى الارض ورجوعها الى مكانها فلا يكون ألف سنة بل بين السماء والارض مسير خمسمائة عام وأما الآية الثانية فالمراد بها يوم القيامة ويدل عليه قوله تعالى (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) فبين أنه يطول ذلك الزمن على الكفار لشدته فيساوي لاجل تلك الشدائد خمسين ألف سنة وقوله من بعد (الذي أحسن كل شيء خلقه) يبين أنه لا قبيح في قوله ولا أسمائه فان قيل ففي جملة ما خلق ما يقبح في الصورة.
مخ ۳۲۹