151

وأيضا فإن فروض الصلاة أكثر من سائر الأعمال كما سيأتي إن شاء الله تعالى عند تعداد فروضها ، وقد قال عليه السلام (1): «إن الله يقول : ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه». فما كانت الطاعة أكثر فروضا كانت أفضل.

وأما ظهور نبينا عليه السلام وتقدمه في ذلك المحل فلا تحويه الرقوم ، ولا تحيط به ثاقبات الفهوم ، لكنا نقتصر منه على بعض ما تضمنه إكرام الله تعالى له في أمر الصلاة ، والله المستعان ، وهو ينقسم أربعة (2) عشر قسما :

** أحدها :

التي هي أم الطاعات ورأس المعاملات كما تقدم.

** الثاني :

الأعلى في السؤال والإجابة ، فلو فرض الخمسة في أول وهلة لم يظهر ذلك الجاه ، كما لو قدرت كريما وفد على ملك عظيم فأحسن له كما ينبغي لسعة مملكته ، ثم أمره أن يلزم قومه خمسين وظيفة ، ثم قبل شفاعته في أكثرها ، أترى كان يخفى [على] وزراء ذلك الملك وحاشيته مكان هذا الوافد عليه؟.

** الثالث :

الملائكة ، حتى يعلموا بسطه له ، وباينه في تكرار الإسعاف مع تكرار السؤال.

** الرابع :

زيادة في الإكرام ، وذلك أن الوفود إذا فارقت بساط الملوك بعد قضاء

مخ ۱۶۱