تنوير الحوالک شرح موطأ مالک
تنوير الحوالك شرح موطأ مالك
خپرندوی
المكتبة التجارية الكبرى
د خپرونکي ځای
مصر
[١٩٤] إِذا أَمن الامام فَأمنُوا قَالَ الْبَاجِيّ قيل مَعْنَاهُ إِذا بلغ مَوضِع التَّأْمِين من الْقِرَاءَة وَقيل إِذا دَعَا قَالُوا وَقد يُسمى الدَّاعِي مُؤمنا كَمَا يُسمى الْمُؤمن دَاعيا قَالَ وَالْأَظْهَر عندنَا أَن معنى أَمن الامام قَالَ آمين كَمَا أَن معنى فَأمنُوا قُولُوا آمين إِلَّا أَن يعدل عَن هَذ االظاهر بِدَلِيل إِن وجد أَي وَجه سَائِغ فِي اللُّغَة انْتهى وَالْجُمْهُور على القَوْل الْأَخير لَكِن اولوا قَوْله إِذا أَمن على أَن المُرَاد إِذا أَرَادَ التَّأْمِين ليَقَع تَأْمِين الامام والمأمون مَعًا فَإِنَّهُ يسْتَحبّ بِهِ الْمُقَارنَة قَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ لَا يسْتَحبّ مُقَارنَة الامام فِي شَيْء من الصَّلَاة غَيره وَقَالَ وَلَده إِمَام الْحَرَمَيْنِ يُمكن تقليله بِأَن التَّأْمِين لقِرَاءَة الامام لَا لتأمينه فَلذَلِك لَا يتَأَخَّر عَنهُ فَإِنَّهُ من وَافق فِي رِوَايَة فِي الصَّحِيحَيْنِ فَإِن الْمَلَائِكَة تؤمن فَمن وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة قَالَ الْبَاجِيّ فِيهِ أَقْوَال أَحدهَا من كَانَ تأمينه على صفة تَأْمِين الْمَلَائِكَة من الْإِخْلَاص والخشوع وَحُضُور النِّيَّة والسلامة من الْغَفْلَة وَقيل مَعْنَاهُ أَن يكون دعاؤه للْمُؤْمِنين كدعاء الْمَلَائِكَة لَهُم فَمن كَانَ دعاؤه على ذَلِك فقد وَافق دعاؤهم وَقيل إِن الْمَلَائِكَة الْحفظَة المتعاقبين يشْهدُونَ الصَّلَاة مَعَ الْمُؤمنِينَ فيؤمنون إِذا أَمن الامام فَمن فعل مثل فعلهم فِي حضورهم الصَّلَاة وَقَوْلهمْ آمين عِنْد تَأْمِين الامام غفر لَهُ وَقيل معنى الْمُوَافقَة الْإِجَابَة فَمن اسْتُجِيبَ لَهُ كَمَا يُسْتَجَاب للْمَلَائكَة غفر لَهُ قَالَ الْبَاجِيّ وَهَذِه تاويلات فِيهَا تعسف وَلَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلَا يدل على شَيْء مِنْهَا دَلِيل وَالْأولَى حمل الحَدِيث على ظَاهره مَا لم يمْنَع من ذَلِك مَانع وَمَعْنَاهُ أَن من قَالَ آمين عِنْد قَول المئشكة آمين غفر لَهُ وَإِلَى هَذَا ذهب الداوودي انْتهى وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر المُرَاد الْمُوَافقَة فِي القَوْل وَالزَّمَان خلافًا لمن قَالَ المُرَاد الْمُوَافقَة فِي الْإِخْلَاص والخشوع كَابْن حبَان فَإِنَّهُ لما ذكر الحَدِيث قَالَ يُرِيد مُوَافقَة المئشكة فِي الْإِخْلَاص بِغَيْر إعجاب وَكَذَا جنح إِلَيْهِ غَيره فَقَالَ نَحْو ذَلِك من الصِّفَات المحمودة فِي إِجَابَة الدُّعَاء أَو فِي الدُّعَاء بِالطَّاعَةِ خَاصَّة أَو المُرَاد بتأمين المئئكة استغفارهم للْمُؤْمِنين وَقَالَ بن الْمُنِير الْحِكْمَة فِي اثار الْمُوَافقَة فِي القَوْل وَالزَّمَان أَن يكون الْمَأْمُوم على يقظة للاتيان بالوظيفة فِي محلهَا لِأَن المئئكة لَا غَفلَة عِنْدهم فَمن وافقهم كَانَ متيقظا ثمَّ ظَاهره أَن المُرَاد بِالْمَلَائِكَةِ جَمِيعهم وَاخْتَارَهُ بن بزيزة وَقيل الْحفظَة مِنْهُم وَقيل الَّذين يتعاقبون مِنْهُم إِذا قُلْنَا إِنَّهُم غير الْحفظَة قَالَ الْحَافِظ وَالَّذِي يظْهر أَن المُرَاد بهم من يشْهد تِلْكَ الصَّلَاة مِمَّن فِي الأَرْض أَو فِي السَّمَاء للْحَدِيث الْآتِي إِذا قَالَ أحدكُم آمين وَقَالَت الْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء آمين فَوَافَقت أحداهما الأخري وروى عبد الرَّزَّاق عَن عِكْرِمَة قَالَ صُفُوف أهل الأَرْض على صوف أهل السَّمَاء فَإِذا وَافق آمين فِي الأَرْض آمين فِي السَّمَاء غفر للْعَبد قَالَ الْحَافِظ وَمثله لَا يُقَال بِالرَّأْيِ فالمصير إِلَيْهِ أولى قلت وَقد أخرجه سنيد عَن حجاج عَن بن جريج قَالَ أَخْبرنِي الحكم بن أبان أَنه سمع عِكْرِمَة يَقُول إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة نصف أهل الأَرْض صف أهل السَّمَاء فَإِذا قَالَ قَارِئ الأَرْض وَلَا الضَّالّين قَالَت الْمَلَائِكَة آمين فَإِذا وَافَقت آمين أهل الأَرْض آمين أهل السَّمَاء غفر لأهل الأَرْض مَا تقدم من ذنوبهم غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه قَالَ الْبَاجِيّ يَقْتَضِي غفران جَمِيع ذنُوبه الْمُتَقَدّمَة قَالَ غَيره وَهُوَ مَحْمُول عِنْد الْعلمَاء على الصَّغَائِر وَوَقع فِي أمالي الْجِرْجَانِيّ فِي آخر هَذَا الحَدِيث زِيَادَة وَمَا تَأَخّر فَائِدَة ألف الْحَافِظ بن حجر كتابا سَمَّاهُ الْخِصَال المكفرة للذنوب الْمُقدمَة والمؤخرة وَسَبقه إِلَى ذَلِك الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ وَقد رَأَيْت أَن ألخص أَحَادِيثه هُنَا لتستفاد أخرج بن أبي شيبَة فِي مُسْنده ومصنفه وَأَبُو بكر الْمروزِي فِي مُسْند عُثْمَان وَالْبَزَّار عَن عُثْمَان بن عَفَّان سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول لَا يسبغ عبد الْوضُوء إِلَّا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه عَن سعد بن أبي وَقاص عَن قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من قَالَ حِين يسمع الْمُؤَذّن أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله رضيت بِاللَّه رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دينا وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا وَفِي لفظ رَسُولا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج بن وهب فِي مُصَنفه عَن أبي هُرَيْرَة سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول إِذا أَمن الامام فَأمنُوا فَإِن الْمَلَائِكَة تؤمن فَمن وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج آدم بن أبي إِيَاس فِي كتاب الثَّوَاب عَن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من صلى سبْحَة الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ إِيمَانًا واحتسابا غفرت لَهُ ذنُوبه كلهَا مَا بقدم مِنْهَا وَمَا تَأَخّر إِلَّا الْقصاص وَأخرج أَبُو الأسعد الْقشيرِي فِي الْأَرْبَعين عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من قَرَأَ إِذا سلم الامام يَوْم الْجُمُعَة قبل أَن يثني رجلَيْهِ فَاتِحَة الْكتاب وَقل هُوَ الله أحد وَقل أعوذ بِرَبّ الفلق وَقل أعوذ بِرَبّ النَّاس سبعا سبعا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر أخرج أَحْمد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج أَحْمد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج النَّسَائِيّ فِي الْكُبْرَى وقاسم بن أصبغ فِي مُصَنفه عَن عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي ﷺ قَالَ من قَامَ شهر رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَمن قَامَ لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج أَبُو سعيد النقاش الْحَافِظ فِي أَمَالِيهِ عَن بن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من صَامَ يَوْم عَرَفَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أم سَلمَة أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول من أهل بِحجَّة أَو عمْرَة من الْمَسْجِد الْأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَوَجَبَت لَهُ الْجنَّة وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن عبد الله هُوَ بن سمعود سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول من جَاءَ حَاجا يُرِيد وَجه الله غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج أَحْمد بن منيع وَأَبُو يعلى فِي مسنديهما عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من قضى نُسكه وَسلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من قَرَأَ آخر سُورَة الْحَشْر غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج أَبُو عبد الله بن مَنْدَه فِي أَمَالِيهِ عَن بن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من قاد مكفوفا أَرْبَعِينَ خطْوَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج أَبُو أَحْمد الناصح فِي فَوَائده عَن بن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من سعى لِأَخِيهِ الْمُسلم فِي حَاجَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَأخرج الْحسن بن سُفْيَان وَأَبُو يعلى فِي مسنديهما عَن أنس عَن النَّبِي ﷺ قَالَ مَا من عَبْدَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فيتصافحان ويصليان على النَّبِي ﷺ إِلَّا لم يَتَفَرَّقَا حَتَّى يغْفر لَهما ذنوبهما مَا تقدم مِنْهَا وَمَا تَأَخّر وَأخرج أَبُو دَاوُد عَن معَاذ بن أنس أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ من أكل طَعَاما ثمَّ قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أَطْعمنِي هَذَا الطَّعَام ورزقنيه من غير حول مني وَلَا قُوَّة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمن لبس ثوبا فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي كساني هَذَا ورزقنيه من غير حول مني وَلَا قُوَّة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَقد تلخص من هَذِه الْأَحَادِيث سِتَّة عشر خصْلَة وَقد نظمتها فِي أَبْيَات على وزن يَا سلسلة الرمل وَهِي هَذِه قد جَاءَ من الْهَادِي وَهُوَ خير نَبِي أَخْبَار مسانيد قد رويت بايصال فِي فضل خِصَال غافرات ذنُوب مَا قدم أَو أخر للممات بافضال حج وضوء قيام لَيْلَة قدر واسهر وصم لَهُ وقُوف عَرَفَة إقبال آمين وقارئ الْحَشْر ثمَّ من قاد أعمى وشهيد إِذا الْمُؤَذّن قد قَالَ سمى لأخ وَالضُّحَى وَعند لِبَاس حمد ومجيء من اليلياء باهلال فِي الْجُمُعَة يقْرَأ نوافلا وصفاح مَعَ ذكر صَلَاة على النَّبِي مَعَ الْآل قَالَ بن شهَاب وَكَانَ رَسُول الله ﷺ يَقُول آمين هَذَا مَرَاسِيل بن شهَاب وَقد أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك والعلل مَوْصُولا من طَرِيق حَفْص بن عمر الْمدنِي عَن مَالك عَن بن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة بِهِ وَقَالَ تفرد بِهِ حَفْص بن عمر وَهُوَ ضَعِيف وَقَالَ بن عبد الْبر لم يُتَابع حَفْص على هَذَا اللَّفْظ بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ الْحَافِظ بن حجر وآمين بِالتَّخْفِيفِ وَالْمدّ فِي جَمِيع الرِّوَايَات وَعَن جَمِيع الْقُرَّاء وفيهَا لُغَات أُخْرَى شَاذَّة لم ترد بهَا الرِّوَايَة وَمَعْنَاهَا اللَّهُمَّ استجب عِنْد الْجُمْهُور وَقيل هُوَ اسْم من أَسمَاء الله رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن أبي هُرَيْرَة بِإِسْنَاد ضَعِيف وَعَن هِلَال بن يسَار التَّابِعِيّ مثله وَأنْكرهُ جمَاعَة
[١٩٦] إِذا قَالَ أحدكُم آمين زَاد مُسلم فِي صلَاته قَالَ الْحَافِظ بن حجر فَيحمل الْمُطلق على الْمُقَيد
[١٩٧] إِذا قَالَ الإِمَام سمع الله لمن حَمده فَقولُوا اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد فَإِنَّهُ من وَافق قَوْله قَول الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه قَالَ الْحَافِظ بن حجر فِيهِ إِشْعَار بِأَن الْمَلَائِكَة تَقول مَا يَقُول المأمومون وَقَالَ بن عبد الْبر الْوَجْه عِنْدِي فِي هَذَا وَالله أعلم تَعْظِيم فضل الذّكر وَأَنه يحط الأوزار وَيغْفر الذُّنُوب وَقد أخبر الله عَن الْمَلَائِكَة أَنهم يَسْتَغْفِرُونَ للَّذين آمنُوا فَمن كَانَ مِنْهُ من القَوْل مثل هَذَا بإخلاص واجتهاد وَنِيَّة صَادِقَة وتوبة صَحِيحَة غفرت ذنُوبه إِن شَاءَ الله قَالَ ومث لهَذِهِ الْأَحَادِيث المشكلة الْمعَانِي الْبَعِيدَة التَّأْوِيل عَن مخارج لَفظهَا وَاجِب ردهَا إِلَى الْأُصُول الْمُجْتَمع ليها
1 / 85