[١٢٠] عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت خرجنَا مَعَ رَسُول الله ﷺ فِي بعض أَسْفَاره قَالَ جمَاعَة مِنْهُم بن سعد وَابْن حبَان وَابْن عبد الْبر أَن ذَلِك كَانَ فِي غَزْوَة بني المصطلق حَتَّى إِذا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ هِيَ الشّرف الَّذِي قُدَّام ذِي الحليفة أَو بِذَات الْجَيْش هِيَ من الْمَدِينَة على بريد وَبَينهَا وَبَين العقيق سَبْعَة أَمْيَال عقد بِكَسْر الْمُهْملَة كل مَا يعْقد ويعلق فِي الْعُنُق وَتسَمى قلادة وَلأبي دَاوُد من حَدِيث عمار بن يَاسر أَنه كَانَ من جزع أظفار على التماسه أَي لأجل طلبه وَجعل يطعن بِضَم الْعين وَكَذَا جَمِيع مَا هُوَ حسي وَأما الْمَعْنَوِيّ فَيُقَال يطعن بِالْفَتْح هَذَا هُوَ الْمَشْهُور فيهمَا مَعًا وَحكى فيهمَا مَعًا الْفَتْح وَالضَّم فَأنْزل الله آيَة التَّيَمُّم قَالَ بن الْعَرَبِيّ هَذِه العضلة مَا وجدت لدائها من دَوَاء لأَنا لَا نعلم أَي الْآيَتَيْنِ عنت عَائِشَة وَقَالَ بن بطال هِيَ آيَة النِّسَاء أَو آيَة الْمَائِدَة وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ هِيَ آيَة النِّسَاء وَوَجهه بِأَن آيَة الْمَائِدَة تسمى آيَة الْوضُوء وَآيَة النِّسَاء لَا ذكر للْوُضُوء فِيهَا فَيتَّجه تَخْصِيصه أَن بِآيَة التَّيَمُّم وَأورد الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول هَذَا الحَدِيث عِنْد ذكر آيَة النِّسَاء أَيْضا قَالَ الْحَافِظ بن حجر وخفي على الْجَمِيع مَا ظهر للْبُخَارِيّ من أَن المُرَاد بهَا آيَة الْمَائِدَة بِغَيْر تردد لرِوَايَة عَمْرو بن الْحَارِث إِذْ ضرح فِيهَا بقوله فَنزلت يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ الْآيَة فَقَالَ أسيد هُوَ بِالتَّصْغِيرِ بن حضير هُوَ مُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة مصغر أَيْضا مَا هِيَ بِأول بركتكم يَا آل أبي بكر أَي بل هِيَ مسبوقة بغَيْرهَا من البركات وَالْمرَاد بآل أبي بكر نَفسه وَأَهله وَأَتْبَاعه وَفِي تَفْسِير إِسْحَاق المسببي أَن النَّبِي ﷺ قَالَ لَهَا مَا كَانَ أعظم بركَة قلادتك فَبَعَثنَا الْبَعِير أَي أثرناه فَوَجَدنَا العقد تَحْتَهُ لأبي دَاوُد من حَدِيث عمار بن يَاسر فِي آخِره زِيَادَة فَقَامَ الْمُسلمُونَ مَعَ رَسُول الله ﷺ فَضربُوا بِأَيْدِيهِم الأَرْض ثمَّ رفعوا أَيْديهم وَلم يقبضوا من التُّرَاب شَيْئا فمسحوا بهَا وُجُوههم وأيديهم إِلَى المناكب وَمن بطُون أَيْديهم إِلَى الآباط
[١٢٤] عَن زيد بن اسْلَمْ أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي ﷺ فَقَالَ مَا يحل لي من امْرَأَتي وَهِي حَائِض قَالَ بن عبد الْبر لَا أعلم أحدا روى هَذَا مُسْندًا بِهَذَا اللَّفْظ وَمَعْنَاهُ صَحِيح ثَابت
[١٢٥] عَن ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن أَن عَائِشَة زوج النَّبِي ﷺ كَانَت مُضْطَجِعَة قَالَ بن عبد الْبر لم تخْتَلف رُوَاة الْمُوَطَّأ فِي إرْسَال هَذَا الحَدِيث وَلَا أعلم أَنه رُوِيَ بِهَذَا اللَّفْظ من حَدِيث عَائِشَة أَلْبَتَّة ويتصل مَعْنَاهُ من حَدِيث أم سَلمَة وَهُوَ فِي الصَّحِيح وَغَيره نفست قَالَ الْخطابِيّ أصل هَذِه الْكَلِمَة من النَّفس إِلَّا أَنهم فرقوا بَين بِنَاء الْفِعْل من الْحيض وَالنّفاس فَقَالُوا فِي الْحيض نفست بِفَتْح النُّون والولادة بضَمهَا وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم هُوَ هُنَا بِفَتْح النُّون وَكسر الْفَاء هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَة وَهُوَ الصَّحِيح الْمَشْهُور فِي اللُّغَة إِن نفست بِفَتْح النُّون مَعْنَاهُ حَاضَت وَأما فِي الْولادَة فَيُقَال بِضَم النُّون قَالَ وَقد نقل أَبُو حَاتِم عَن الاسمعي الْوَجْهَيْنِ فِي الْحيض والولادة وَذكر ذَلِك غير وَاحِد قَالَ وأصل ذَلِك كُله خُرُوج الدَّم وَالدَّم يُسمى نفسا
1 / 59