[٧١] عَن بن شهَاب عَن عباد بن زِيَاد وَهُوَ من ولد الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن أَبِيه عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ مَالك بن عباد بن زِيَاد وَهُوَ من ولد الْمُغيرَة لم يخْتَلف رُوَاة الْمُوَطَّأ عَنهُ فِي ذَلِك وَهُوَ غلط مِنْهُ لم يُتَابِعه أحد من رُوَاة بن شهَاب وَلَا غَيرهم عَلَيْهِ وَلَيْسَ هُوَ من ولد الْمُغيرَة وَلم يقل أحد ذَلِك غَيره وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ عَن عباد بن زِيَاد من ولد الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَلَا يَقُولُونَ عَن أَبِيه الْمُغيرَة كَمَا قَالَ يحيى قَالَ ثمَّ وجدت عبد الرَّحْمَن بن مهْدي رَوَاهُ عَن مَالك كَذَلِك قَالَ وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ أَن سعيد بن عبد الحميد بن جَعْفَر قَالَ فِيهِ عَن أَبِيه كَمَا قَالَ يحيى قَالَ وَهُوَ وهم قَالَ بن عبد الْبر وَإسْنَاد هَذَا الحَدِيث من رِوَايَة مَالك فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره لَيْسَ بالقائم وَهُوَ مُنْقَطع فَإِن عباد بن زِيَاد لم ير الْمُغيرَة وَلم يسمع مِنْهُ شَيْئا وَإِنَّمَا يرويهِ بن شهَاب عَن عباد بن زِيَاد عَن عُرْوَة وَحَمْزَة ابْني الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن أَبِيهِمَا الْمُغيرَة وَرُبمَا حدث بِهِ بن شهَاب عَن عباد بن زِيَاد عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة عَن أَبِيه لَا يذكر حَمْزَة انْتهى وَفِي شرح أبي دَاوُد للشَّيْخ ولي الدّين الْعِرَاقِيّ قَالَ الشَّافِعِي وهم مَالك فَقَالَ عباد بن زِيَاد من ولد الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَإِنَّمَا هُوَ مولى الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَرَآهُ عَنهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِيمَا نَقله عَنهُ ابْنه فِي الْعِلَل وهم مَالك فِي هَذَا الحَدِيث فِي نسب عباد بن زِيَاد وَلَيْسَ هُوَ من ولد الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَيُقَال لَهُ عباد بن زِيَاد بن أبي سُفْيَان وَإِنَّمَا يرويهِ عَن عُرْوَة وَحَمْزَة ابْني الْمُغيرَة عَن الْمُغيرَة وَقَالَ مُصعب الزبيرِي أَخطَأ فِيهِ مَالك حَيْثُ قَالَ عَن عباد بن زِيَاد من ولد الْمُغيرَة وَالصَّوَاب عَن عباد بن زِيَاد عَن رجل من ولد الْمُغيرَة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَحَادِيث الَّتِي خُولِفَ فِيهَا مَالك خَالفه صَالح بن كيسَان وَمعمر وَابْن جريج وَيُونُس وَعَمْرو بن الْحَارِث وَعقيل بن خَالِد وَعبد الرَّحْمَن بن مُسَافر وَغَيرهم فَرَوَوْه عَن الزُّهْرِيّ عَن عباد بن زِيَاد عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة عَن أَبِيه فزادوا على مَالك فِي الْإِسْنَاد عُرْوَة بن الْمُغيرَة بَعضهم قَالَ عَن بن شهَاب عَن عباد عَن عُرْوَة وَحَمْزَة ابْني الْمُغيرَة عَن أَبِيهِمَا قَالَ ذَلِك عقيل وَعبد الرَّحْمَن بن خَالِد وَيُونُس من رِوَايَة اللَّيْث عَنهُ وَلم ينْسب أحد مِنْهُم عبادا إِلَى الْمُغيرَة وَهُوَ عباد بن زِيَاد بن أبي سُفْيَان قَالَ ذَلِك مُصعب الزبيرِي وَقَالَهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَيحيى بن معِين وَغَيرهم وَوهم مَالك فِي إِسْنَاده فِي موضِعين أَحدهمَا قَوْله عباد بن زِيَاد من ولد الْمُغيرَة وَالْآخر إِسْقَاطه من الْإِسْنَاد عُرْوَة وَحَمْزَة ابْني الْمُغيرَة وَقَالَ فِي الْعِلَل وهم فِيهِ مَالك وَهُوَ مِمَّا يعْتد بِهِ عَلَيْهِ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه عَن روح بن عبَادَة عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن عباد بن زِيَاد عَن رجل من ولد الْمُغيرَة فَإِن كَانَ روح حفظه عَن مَالك هَكَذَا فقد أَتَى بِالصَّوَابِ عَن الزُّهْرِيّ وَرَوَاهُ أُسَامَة عَن رجل من ولد الْمُغيرَة فَإِن كَانَ روح حفظه عَن مَالك هَكَذَا فقد أَتَى بِالصَّوَابِ عَن الزُّهْرِيّ وَرَوَاهُ أُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ وَبرد بن سِنَان وَابْن سمْعَان عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة عَن أَبِيه لم يذكرُوا فِي الْإِسْنَاد عبادا وَالصَّحِيح قَول من ذكر عبادا وَعُرْوَة انْتهى ذهب لِحَاجَتِهِ فِي غَزْوَة تَبُوك زَاد مُسلم وَأَبُو دَاوُد قبل الْفجْر وَكَانَت غَزْوَة تَبُوك سنة تسع من الْهِجْرَة فِي رَجَب وَهِي آخر غَزَوَاته ﷺ بِنَفسِهِ وَهِي من أَطْرَاف الشَّام المقاربة للمدينة قيل سميت بذلك لِأَنَّهُ ﷺ رأى قوما من أَصْحَابه يبوكون عين تَبُوك أَي يدْخلُونَ فِيهَا الْقدح ويحركونه ليخرج المَاء فَقَالَ مَا زلتم تبوكونها بوكا كمى بِضَم الْكَاف الْجُبَّة هِيَ مَا قطع من الثِّيَاب مشمرا قَالَه فِي الْمَشَارِق وَقد صلى بهم رَكْعَة زَاد مُسلم وَأَبُو دَاوُد من صَلَاة الْفجْر وَزَاد أَحْمد قَالَ الْمُغيرَة فَأَرَدْت تَأْخِير عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ رَسُول الله ﷺ دَعه فصلى رَسُول الله ﷺ زَاد مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَرَاء عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَفِي مُسْند الْبَزَّار من حَدِيث أبي بكر الصّديق ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ مَا قبض نَبِي حَتَّى يؤمه رجل من أمته الرَّكْعَة الَّتِي بقيت عَلَيْهِم لفظ مُسلم وَأبي دَاوُد الرَّكْعَة الثَّانِي ثمَّ سلم عبد الرَّحْمَن فَقَامَ النَّبِي ﷺ فِي صلَاته فَفَزعَ الْمُسلمُونَ فَأَكْثرُوا التَّسْبِيح لأَنهم سبقوا النَّبِي ﷺ بِالصَّلَاةِ فَلَمَّا سلم رَسُول الله ﷺ قَالَ لَهُم قد أصبْتُم أَو قد أَحْسَنْتُم وَبِهَذَا ظهر أَن فِي رِوَايَة مَالك حذفا كثيرا فَائِدَة اخْرُج بن سعد فِي الطَّبَقَات بِسَنَد صَحِيح عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة أَنه سُئِلَ هَل أم النَّبِي ﷺ أحد من هَذِه الْأمة غير أبي بكر قَالَ نعم كُنَّا فِي سفر فَلَمَّا كَانَ من السحر انْطلق وَانْطَلَقت مَعَه حَتَّى تبرزنا عَن النَّاس فَنزل عَن رَاحِلَته فتغيب عني حَتَّى مَا أرَاهُ فَمَكثَ طَويلا ثمَّ جَاءَ فَصَبَبْت عَلَيْهِ فَتَوَضَّأ وَمسح على خفيه ثمَّ ركبنَا فَأَدْرَكنَا النَّاس وَقد أُقِيمَت الصَّلَاة فتقدمهم عبد الرَّحْمَن ببن عَوْف وَقد صلى بهم رَكْعَة وهم فِي الثَّانِيَة فَذَهَبت أوذنه فنهاني فصلينا الرَّكْعَة الَّتِي أدْركْت وقضينا الَّتِي سبقتنا فَقَالَ النَّبِي ﷺ حِين صلى خلف عبد الرَّحْمَن بن عَوْف مَا قبض نَبِي قطّ حَتَّى يُصَلِّي خلف رجل صَالح من أمته هَذَا الحَدِيث صَرِيح فِي أَن النَّبِي ﷺ صلى مرّة مؤتما بِأبي بكر وَقد اسْتشْكل بِمَا فِي الصَّحِيح عَن سهل بن سعيد السَّاعِدِيّ أَن رَسُول الله ﷺ ذهب إِلَى بني عَمْرو بن عَوْف ليصلح بَينهم فحانت الصَّلَاة فجَاء الْمُؤَذّن إِلَى أبي بكر فَقَالَ أَتُصَلِّي للنَّاس فأقيم قَالَ نعم فصلى أَبُو بكر فجَاء رَسُول الله ﷺ وَالنَّاس فِي الصَّلَاة فتخلص حَتَّى وقف فِي الصَّفّ فصفقت النَّاس وَكَانَ أَبُو بكر لَا يلْتَفت فِي صلَاته فَلَمَّا أَكثر النَّاس التصفيق الْتفت فَرَأى رَسُول الله ﷺ فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُول الله ﷺ أَن امْكُث مَكَانك فَرفع أَبُو بكر يَدَيْهِ فَحَمدَ الله على مَا أَمر بِهِ رَسُول الله ﷺ ثمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بكر حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفّ وَتقدم رَسُول الله ﷺ فصلى فَلَمَّا انْصَرف قَالَ يَا أَبَا بكر مَا مَنعك أَن ثَبت إِذْ أَمرتك فَقَالَ أَبُو بكر مَا كَانَ لِابْنِ أبي قُحَافَة أَن يُصَلِّي بَين يَدي رَسُول الله ﷺ وَالْجَوَاب أَن التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قد أخرجَا عَن عَائِشَة قَالَت صلى رَسُول الله ﷺ خلف أبي بكر فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَاعِدا قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح وَأخرجه التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أنس قَالَ صلى النَّبِي ﷺ خلف أبي بكر قَاعِدا فِي ثوب متوشحا بِهِ وَقَالَ حسن صَحِيح وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة عَن أنس أَن رَسُول الله ﷺ صلى خلف أبي بكر فِي ثوب وَاحِد برد مُخَالفا بَين طَرفَيْهِ فَلَمَّا أَرَادَ أَن يقوم قَالَ ادْع لي أُسَامَة بن زيد فجَاء فأسند ظَهره إِلَى نَحوه فَكَانَت آخر صَلَاة صلاهَا وَأخرج النَّسَائِيّ عَن أنس قَالَ آخر صَلَاة صلاهَا رَسُول الله ﷺ مَعَ الْقَوْم فِي ثوب وَاحِد متوشحا خلف أبي بكر وَأخرج بن حبَان فِي صَحِيحه عَن عَائِشَة أَن أَبَا بكر صلى بِالنَّاسِ وَرَسُول الله ﷺ فِي الصَّفّ خَلفه وَقد استشكلت هَذِه الْأَحَادِيث بِمَا فِي الصَّحِيح عَن عَائِشَة قَالَت لما مرض النَّبِي ﷺ مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَحَضَرت الصَّلَاة أذن فَقَالَ مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ فَخرج أَبُو بكر يُصَلِّي فَوجدَ النَّبِي ﷺ من نَفسه خفَّة فَخرج يهادي بَين رجلَيْنِ كَأَنِّي أنظر رجلَيْهِ تخطان من الوجع فَأَرَادَ أَبُو بكر أَن يتَأَخَّر فأومئ إِلَيْهِ أَن مَكَانك ثمَّ أَتَى بِهِ حَتَّى جلس إِلَى جنبه فَقيل للاعمش فَكَانَ النَّبِي ﷺ يُصَلِّي وَأَبُو بكر يُصَلِّي بِصَلَاتِهِ وَالنَّاس بِصَلَاة أبي بكر فَقَالَ نعم وَلمُسلم عَن جَابر نَحوه وَفِيه أَن أَبَا بكر كَانَ مَأْمُوما وَإِن النَّبِي ﷺ كَانَ هُوَ الامام وَفِيه وَأَبُو بكر يسمع النَّاس تكبيره وَالْجَوَاب أَن هَذِه الْأَحَادِيث الْمُخْتَلفَة قد جمع بَينهَا بن حبَان وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن حزم فَقَالَ بن حبَان وَنحن نقُول بِمَشِيئَة الله وتوفيقه إِن هَذِه الْأَخْبَار كلهَا صِحَاح وَلَيْسَ شَيْء مِنْهَا معَارض الآخر وَلَكِن النَّبِي ﷺ صلى فِي عَلَيْهِ صَلَاتَيْنِ فِي الْمَسْجِد جمَاعَة لَا صَلَاة وَاحِدَة فِي أحداهما كَانَ مَأْمُوما وَفِي الْأُخْرَى كَانَ إِمَامًا قَالَ وَالدَّلِيل على أَنَّهَا كَانَت صَلَاتَيْنِ لَا صَلَاة وَاحِدَة أَن فِي خبر عبيد الله بن عبد الله عَن عَائِشَة أَن النَّبِي ﷺ خرج بَين رجلَيْنِ تُرِيدُ بأحهما الْعَبَّاس وبالآخر عليا وَفِي خبر مَسْرُوق عَن عَائِشَة أَن النَّبِي ﷺ خرج بَين بُرَيْدَة وثوبة قَالَ فَهَذَا يدلك على أَنَّهَا كَانَت صَلَاتَيْنِ لَا صَلَاة وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة وَالَّذِي نعرفه بالاستدلال بِسَائِر الْأَخْبَار أَن الصَّلَاة الَّتِي صلاهَا رَسُول الله ﷺ خلف أبي بكر هِيَ صَلَاة الصُّبْح يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَهِي آخر صَلَاة صلاهَا حَتَّى مضى لسبيله وَهِي غير الصَّلَاة الَّتِي صلاهَا أَبُو بكر خَلفه قَالَ وَلَا يُخَالف هَذَا مَا ثَبت عَن أنس فِي صلَاتهم يَوْم الْإِثْنَيْنِ وكشف النَّبِي ﷺ ستر الْحُجْرَة وَنَظره إِلَيْهِم وهم صُفُوف فِي الصَّلَاة وَأمره إيَّاهُم باتمامها وإرخائه السّتْر فَإِن ذَلِك إِنَّمَا كَانَ فِي الرَّكْعَة الأولى ثمَّ انه وجد فِي نَفسه خفَّة فَخرج فَأدْرك مَعَه الرَّكْعَة الثَّانِيَة قَالَ وَالَّذِي يدل على ذَلِك مَا ذكر مُوسَى بن عقبَة فِي الْمَغَازِي وَذكره أَبُو الْأسود عَن عُرْوَة أَن النَّبِي ﷺ أقلع عَنهُ الوعك لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ فغدا صَلَاة الصُّبْح يتَوَكَّأ على الْفضل بن عَبَّاس وَغُلَام لَهُ وَقد سجد النَّاس مَعَ أبي بكر فِي صَلَاة الصُّبْح وَهُوَ قَائِم فِي الْأُخْرَى فتخلص رَسُول الله ﷺ حَتَّى قَامَ إِلَى جنب أبي بكر فاستأخر أَبُو بكر فَأخذ ﷺ بِثَوْبِهِ فقدمه فِي مُصَلَّاهُ فصفا جَمِيعًا وَرَسُول الله ﷺ جَالس وَأَبُو بكر قَائِم يقْرَأ الْقُرْآن فَلَمَّا قضى أَبُو بكر قِرَاءَته قَامَ رَسُول الله ﷺ فَرَكَعَ مَعَه الرَّكْعَة الْأَخِيرَة ثمَّ جلس أَبُو بكر حِين قضى سُجُوده يتَشَهَّد وَالنَّاس جُلُوس فَلَمَّا سمل أتم رَسُول الله ﷺ الرَّكْعَة الْأَخِيرَة ثمَّ انْصَرف إِلَى جذع من جُذُوع الْمَسْجِد فَذكر الْقِصَّة فِي دُعَائِهِ أُسَامَة بن زيد وَعَهده إِلَيْهِ فِيمَا بَعثه فِيهِ ثمَّ فِي وَفَاة رَسُول الله ﷺ ثمَّ رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى بن شهَاب وَعُرْوَة قَالَ الْبَيْهَقِيّ فَالصَّلَاة الَّتِي صلاهَا أَبُو بكر وَهُوَ مَأْمُوم هِيَ صَلَاة الظّهْر وَهِي الَّتِي خرج فِيهَا رَسُول الله ﷺ بَين الْفضل بن عَبَّاس وَغُلَام لَهُ قَالَ وَفِي ذَلِك جمع بَين الاخبار الَّتِي وَردت فِي هَذَا الْبَاب وَقَالَ بن حزم أَيْضا إنَّهُمَا صلاتان متغايرتان بِلَا شكّ إِحْدَاهمَا الَّتِي رَوَاهَا الْأسود عَن عَائِشَة وَعبيد الله عَنْهَا وَعَن بن عَبَّاس صفتهَا أَنه ﵇ أم النَّاس وَالنَّاس خَلفه وَأَبُو بكر عَن يَمِينه فِي موقف الْمَأْمُوم الَّذِي يسمع النَّاس تكبيره وَالصَّلَاة الثَّانِيَة الَّتِي رَوَاهَا مَسْرُوق وَعبيد الله عَن عَائِشَة وَحميد عَن أنس صفتهَا أَنه ﵊ كَانَ خلف أبي بكر فِي الصَّفّ مَعَ النَّاس فارتفع الاشكال جملَة قَالَ وَلَيْسَت صَلَاة وَاحِدَة فِي الدَّهْر فَجعل ذَلِك على التَّعَارُض بل فِي يَوْم خمس صلوَات ومرضه ﵊ كَانَ مُدَّة اثْنَي عشر يَوْمًا فِيهِ سِتُّونَ صَلَاة أَو نَحْو ذَلِك انْتهى
1 / 47