116

تنوير الحوالک شرح موطأ مالک

تنوير الحوالك شرح موطأ مالك

خپرندوی

المكتبة التجارية الكبرى

د خپرونکي ځای

مصر

[٣٩٦] أمرنَا الله ان نصلي عَلَيْك أَي لقَوْله تَعَالَى صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا فَكيف نصلي عَلَيْك أَي كَيفَ نلفظ بِالصَّلَاةِ زَاد الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ إِذا نَحن صلينَا عَلَيْك فِي صَلَاتنَا حَتَّى تمنينا أَنه لم يسْأَله أَي كرهنا سُؤَاله مَخَافَة أَن يكون كرهه وشق عَلَيْهِ اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد الحَدِيث قيل مَا وَجه تَشْبِيه الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم والقاعد أَن الْمُشبه بِهِ أفضل من الْمُشبه وَهُوَ ﷺ أفضل الْأَنْبِيَاء وَأجِيب بأجوبة أَحدهَا قَالَ النَّوَوِيّ وَحَكَاهُ بعض أَصْحَابنَا عَن الشَّافِعِي أَن مَعْنَاهُ صل على مُحَمَّد وَتمّ الْكَلَام هُنَا ثمَّ اسْتَأْنف وعَلى آل مُحَمَّد أَي وصل على آل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم فالمسئول لَهُ مثل إِبْرَاهِيم وَآله هم آل مُحَمَّد لَا نَفسه الثَّانِي مَعْنَاهُ اجْعَل لمُحَمد وَآله صلا مِنْك كَمَا جَعلتهَا لإِبْرَاهِيم وَآله فالمسئول الْمُشَاركَة فِي أصل الصَّلَاة لَا قدرهَا الثَّالِث أَنه على ظَاهره وَالْمرَاد اجْعَل لمُحَمد وَآله صَلَاة بِمِقْدَار الصَّلَاة الَّتِي لإِبْرَاهِيم وَآله والمسئول مُقَابلَة الْجُمْلَة بِالْجُمْلَةِ فَإِن الْمُخْتَار فِي الْآل أَنهم جَمِيع الِاتِّبَاع وَيدخل فِي آل إِبْرَاهِيم خلائق لَا يُحصونَ من الْأَنْبِيَاء وَلَا يدْخل فِي آل مُحَمَّد نَبِي فَطلب الحاق هَذِه الْجُمْلَة الَّتِي فِيهَا نَبِي وَاحِد بِتِلْكَ الْجُمْلَة الَّتِي فِيهَا خلائق من الْأَنْبِيَاء قَالَ النَّوَوِيّ هَذِه الْأَقْوَال الثَّلَاثَة هِيَ المختارة من جَمِيع مَا قيل فِي ذَلِك وَقَالَ القَاضِي عِيَاض أظهر الْأَقْوَال أَنه سَأَلَ ذَلِك لنَفسِهِ وَلأَهل بَيته ليتم النِّعْمَة عَلَيْهِم كَمَا أتمهَا على إِبْرَاهِيم وَآله وَقيل بل سَأَلَ ذَلِك لأمته وَقيل بل ليبقى ذَلِك لَهُ دَائِما إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَيجْعَل لَهُ بِهِ لِسَان صدق فِي الآخرين كإبراهيم وَقيل كَانَ ذَلِك قبل أَن يعلم أَنه أفضل من إِبْرَاهِيم وَقيل سَأَلَ صَلَاة يَتَّخِذهُ بهَا خَلِيلًا كَمَا اتخذ إِبْرَاهِيم وَالسَّلَام كَمَا قد علمْتُم أَي فِي التَّشَهُّد وَهُوَ قَوْلهم السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته قَالَ النَّوَوِيّ وعلمتم بِفَتْح الْعين وَكسر اللَّام المخففة وَمِنْهُم من رَوَاهُ بِضَم الْعين وَتَشْديد اللَّام أَي علمتكموه وَكِلَاهُمَا صَحِيح
[٣٩٨] كَانَ يُصَلِّي قبل الظّهْر الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا رَوَاهُ يحيى لم يقل فِي بَيته إِلَّا فِي رَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب فَقَط وتابعة القعْنبِي على ذَلِك وَقَالَ بن بكير فِي هَذَا الحَدِيث فِي بَيته فِي موضِعين أَحدهمَا فِي رَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب وَالْآخر فِي الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْجُمُعَة وَابْن وهب يَقُول فِي الرَّكْعَتَيْنِ بعد المغر وَبعد الْعشَاء فِي بَيته وَذكر انْصِرَافه فِي الْجُمُعَة وَتَابعه على هَذَا جمَاعَة من رُوَاة مَالك
[٣٩٩] إِنِّي لأَرَاكُمْ من وَرَاء ظَهْري قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء مَعْنَاهُ أَن الله تَعَالَى خلق لَهُ إدراكا فِي قَفاهُ يبصر بِهِ من وَرَائه وَقد انخرقت الْعَادة لَهُ ﷺ بِأَكْثَرَ من هَذَا قَالَ الْحِفْظ بن حجر قيل كَانَت لَهُ عين خلف ظَهره يرى بهَا دَائِما وَقيل كَانَ بَين كَتفيهِ عينان كسم الْخياط يبصر بهما لَا يحجبهما ثوب وَلَا يغره وَقيل كَانَ يبصر من وَرَائه بعيني وَجهه خرقا للْعَادَة أَيْضا فَكَانَ يرى بهما من غير مُقَابلَة لِأَن الْحق عِنْد أهل السّنة أَن الرُّؤْيَة لَا يشْتَرط لَهَا الْمُقَابلَة وَلِهَذَا حكمُوا بِجَوَاز رُؤْيَة الله تَعَالَى فِي الْآخِرَة وَقيل بل كَانَت صورهم تنطبع فِي حَائِط قبلته كَمَا تنطبع فِي الْمرْآة فَيرى أمثلتهم فِيهَا ويشاهد أفعالهم
[٤٠٠] مَالك عَن نَافِع عَن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله ﷺ كَانَ يَأْتِي قبَاء رَاكِبًا وماشيا قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ يحيى مَالك عَن نَافِع وَقَالَ جلّ رُوَاة الْمُوَطَّأ مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن بن عمر والْحَدِيث صَحِيح لمَالِك عَنْهُمَا جَمِيعًا قَالَ وَاخْتلف فِي سَبَب اتيانه فَقيل لزيارة الْأَنْصَار وَقيل للتفرج فِي غيطانها وَقيل للصَّلَاة فِي مَسْجِدهَا تبركا بِهِ وَهُوَ الْأَشْبَه

1 / 139