207

تنوير العقول

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

ژانرونه

ومنها ما جاءت على كلام منه - صلى الله عليه وسلم - في أحكام أشياء تقبل الاختلاف في تأويله ، فيجوز الاختلاف في أحكام معاني ذلك الكلام ، فيجوز الرأي في ذلك الحكم كذلك عن أمر الله له ليجعل أمر ذلك للعلماء ، ،ومنها ما أراد أن يكون حكمه على لسان علمائه ، ومنع النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بيانه لهم ، و أجاز لهم فيه الاختلاف رحمة من الله توسيعا لعباده و تعظيما لعلمائه ، كما قال تعالى :" ولكل قوم هاد " (¬1) ، و المراد بمعنى هذا أن يكون إما رسولا أو نبيا أو عالما ، وفي أمة محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - [169/ب] ، لا يصح [أن يكون المعنى] (¬2) إلا العلماء ،و قال تعالى فيهم : " فاسألوا [91/أ] أهل

الذكر إن كنتم لا تعلمون " (¬3) ، و لم يقل أهل العلم إذ قد [161/ج] يكون عالما بالشريعة فاسقا لا يبالى ، و أما أهل الذكر فالمراد بهم العلماء أهل الذكر فيه بالمراقبة لله في كل أمر أرادوا اعتقاده أو علمه أو تركه هل هو جائز لهم ذلك أم لا ، فإن عرفوه جائزا أو نظروه لازما عليهم أدوه بموجبه .

و أهل الذكر هم أهل المشاهدة لله بصفاته بقوة الخشية منه تعالى ، و الخوف من سخطه ، و الرجاء لرحمته ، و أهل الذكر هم القائمون بأداء جميع ما لزمهم أداءه ، و المنتهون عن جميع ما حرمه الله ، و الواضعون كل حكم في محله على موجبه من واجب و مندوب و وسيلة و مباح ومكروه ومحرم ، و لا يعلم جميع ذلك إلا العلماء ، و أهل الذكر هم أهل المعرفة بأحكام الذكر الذي هو التنزيل ،و أهل الذكر هم أهل الرغبة إلى السؤال لله ، و الدعاء إليه فيما يقربهم إليه زلفى ،و أهل الذكر هم القائمون الصلوات المكتوبات على كمال وجه أدائها .

¬__________

(¬1) سورة الرعد:7.

(¬2) سقط في ب.

(¬3) سورة النحل:43.

مخ ۲۰۸