ولقد تطاير قلبه نارًا، ولقد صرخ سمعها الخلائق إلا الثقلين الإنس والجن، ولولا تريج في قلوبكم وتزييدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع، ثم قال: الآن يضرب هذا، والذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عضو إلا انقطع ولقد تطاير قلبه نارًا، ولقد صرخ صرخة سمعها الخلائق إلا الجن والإنس. قالوا: يا رسول الله وما ذنبهما قال: أما فلان فكان لا يستبرأ من البول، وأما فلانة فكان يأكل لحوم الناس».
وروى الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» عن عثمان-﵁-قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الغيبة والنميمة يجبان الإيمان كما يعضد الراعي الشجرة».
وبالجملة فالأحاديث في الغيبة كثيرة جدًا ليس هذا محل استيفائها.
وفي الصحيح قال: قال رسول الله ﷺ: / «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد أغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته».
تنبيه
اعلم أن الغيبة كما قال ﷺ هي أن تذكر أخاك بما يكرهه لو سمعه وإجماع الأئمة على هذا.
سواء ذكرت شيئًا في بدنه كقولك: أعمش، أحول، أقرع، قصير، طويل، أسود، أصفر-ونحو هذا.
أو ذكرت شيئًا في نسبه كقولك: كان أبوه فاسقًا، أو مكاسًا، أو زبالًا، أو إسكافًا، أو حائكًا، أو صعلوكًا-ونحو ذلك.