ويشترط - أيضا - في فصاحة كلمات الكلام خلوصها من: (الكراهة) في السمع، بحيث يمجها السمع، ويتبرأ من سماعها؛ كنحو: (الجرشي) من قول أبي الطيب نفسه: (متقارب قافية المتدارك).
كريم الجرشي شريف النسب ....
فإن علماء الفصاحة عدوا هذا البيت غير فصيح؛ لا شتم له على لفظ (الجرشي)، وعللوه بأنه ثقيل
يكرهه السمع.
المبالغة والغلو:
وقد يعاب الشعر لا من جهة الفصاحة؛ بل من جهة التهور، والمبالغة المفضية إلى المحذور؛ كما
سننبه عليه في بعض كلامه.
المبتذل والساقط:
وينبغي بعد اجتناب ما يجب على الشاعر اجتنابه من التنافر والتعقيد والغرابة، أن يتحاشى عن
الألفاظ: (المبتذلة الساقطة الهافية الركيكة) و(المعاني السفسافية الدنيئة)!!.
ويأتي بالألفاظ الجزلة الجسيمة الفصيحة، والمعاني الغريبة البديعة الشريفة، ولا يغفل عن تنافر
الأطراف، وتخالف الأبيات، والتناسب بينها، والتفاوت؛ ولا يجمع بين الكلمة الفصيحة واللفظة
القبيحة، والمعنى البديع الباهر والضعيف الساقط، ويتأنق في جميع شعره، ويبالغ في تحريره،
وتنقيحه وتهذيبه، فإنما شعر المرء عقله، يعرضه على الناس.
التأنق:
مخ ۱۷