248

تمهید لتاریخ فلسفه اسلامی

تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية

ژانرونه

وحديث الخلافة له شأن عظيم في قيام الفرق الإسلامية، وهو أكبر مظاهر الخلاف التي حدثت منذ وفاة النبي إلى ختام عهد أبي بكر وأيام عمر، حتى ليقول الإمام أبو الحسن الأشعري (المتوفى سنة 324ه/936م) في كتاب «مقالات الإسلاميين واختلافات المصلين»: «وأول ما حدث من الاختلافات بين المسلمين بعد نبيهم

صلى الله عليه وسلم ، اختلافهم في الإمامة.»

45

ويقول: «وكان الاختلاف بعد الرسول

صلى الله عليه وسلم ، في الإمامة، ولم يحدث خلاف غيره في حياة أبي بكر - رضوان الله عليه - وأيام عمر.»

46

وقد اختلف المسلمون في عهد أبي بكر في قتال مانعي الزكاة حتى قال عمر: كيف تقاتلهم وقد قال

صلى الله عليه وسلم : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم»؟ فقال له أبو بكر: أليس قد قال: «إلا بحقها»؟ ومن حقها إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو منعوني عقالا مما أدوه إلى النبي لقاتلتهم عليه، ويبدو لي أن الخلاف في قتال مانعي الزكاة أو أهل الردة - كما يسمونهم - كان أصلا لما حدث بعد ذلك من الخلاف في الإيمان والإسلام وتضمنهما للعمل أو عدم تضمنهما له.

واختلف المسلمون في تنصيص أبي بكر على عمر بالخلافة، وفيما اتخذه عمر في أمر الخلافة من الشورى بين ستة من الصحابة، وذلك من ذيول حديث الخلافة الذي بدأ في عهد أبي بكر.

ثم اختلفوا في أمر عثمان، وأنكر قوم عليه في آخر أيامه أفعالا، واختلفوا في قتله، فقال قائلون قتل ظلما وعدوانا، وقال قائلون بخلاف ذلك.

ناپیژندل شوی مخ