============================================================
الشهيد شح معالم العدل والترحيل و أما ثانيا فلأن الأشياء المختلفة مشتركة في كون كل واحد منها مخالفا للآخر، والمخالفة أمر واحد، فإن عللتموه بحقائقها المختلفة فقد عللت الأحكام المتساوية بالعلل المختلفة، ال وان قلتم إن المخالفة ليست أمرا ثبوتيا، فكذلك صحة كون الشيء مرثيا ليس أمرا ثبوتيا.
وأما ثالثا فلأن صحة كون الشيء معلوما ومخبرا عنه أحكام متساوية، وقد عللت بحقائقها المختلفة.
وأما رابعا فلأن صحة العالمية والقادرية أمر واحد مشترك بيننا وبين القديم تعالى، ومع ذلك قد عللتم هذه الصحة في الشاهد بالحياة المحدثة وفي الغائب بالحياة القديمة مع اختلاف الحياتين، وفي ذلك اختلاف العلة مع تساوي الحكم.
وأما خامسا فلأن الأعراض مع اختلافها واختلاف أجناسها وحقائقها مشتركة في ال وجوب حاجتها إلى المحل، وحاجتها إلى المحل أمر واحد، ومع ذلك عللتموه بالحقائق المختلفة، فثبت بهذه الوجوه تعليل الأحكام المتساوية بالعلل المختلفة.
الوجه الثاني سلمنا أنه لا يجوز تعليل الأحكام المتساوية بالعلل المختلفة، فبماذا تعلل صحة كون الجواهر والألوان مرئية، فإن قالوا بالوجود؛ لأنه مشترك بين القديم وسائر المرئيات. فنقول: لو كان علة في صحة كونها مرئية للزم عليه أمور باطلة.
أما أولا فكان يلزم صحة كون الروائح والطعوم مرئية لنا، والعلم باستحالة ذلك ضروري: وأما ثانيا فهو أن حواسنا سليمة، والموانع مرتفعة، وشرائط الرؤية حاصلة، فلو كان الوجود هو العلة في صحة رؤية الأشياء لوجب في العلوم والقدر وذات الله تعالى أن نراها الآن، وإنه محال.
مخ ۳۰۸