122

============================================================

الشهيد شح معالم العدل والنوحيل لا يستحق جوابا لكون سؤاله قد فسد وضعه كذلك في مسألتنا، فأما الامتناع عن الإجابة بلا أو نعم فمن الحيرة والخروج عن قضايا العقول.

وأما ثالثا فليس امتناعكم من الإجابة بلا أو بنعم إلا فرارا من المحالات المتوجهة بتقدير وقوع خلاف معلومه، وليس التزامها بأعظم مما التزمتموه من الخروج عن النفي والإثبات، فكيف يدفع المحال بما هو أفحش منه وأدخل في البطلان.

الفصل الثالث في خلق الأعمال ذهب الأشعري (1) إلى أن قدرة العبد غير صالحة للايجاد ولا مؤثرة فيه، وعندنا أن العبد موجد لأفعاله ومؤثر فيها ، ويتضح مقصودنا في المسألة بمسالك أربعة: المسلك الأول أنا ندعي العلم الضروري بكون العبد موجدا لفعله ومؤثرا فيه.

وهذه هي طريقة الشيخ أي الحسين. وبيانه بوجوه ثلاثة: أولها أن كل عاقل يعلم من نفسه أن وقوع تصرفاته موقوف على دواعيه ولولا دواعيه لما ال وقع منها شيء، ومتى اشتد به الجوع وكان تناول الطعام ممكنا له فإنه يقع منه الأكل لا محالة، ومتى اعتقد أن فيه سما انصرف عنه، وكذلك نعلم من حال غيره من العقلاء الذين أحوالهم سليمة وقوف أفعالهم ووقوعها بحسب دواعيهم، فإن أحدنا إذا علم ما له من ا- علي بن اسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن عامر ابن آبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، اليماني البصري أبو الحسن (330ه(، من نسل الصحابي أبي موسى الأشعري: مؤسس مذهب الأشاعرة. كان من الأثمة المتكلمين المجتهدين. ولد في البصرة. وتلقى مذهب المعتزلة وتقدم فيهم ثم رجع وجاهر بخلافهم ورد على الملحدة والمعتزلة والشيعة والجهمية والخوارج. وتوفي ببغداد. وهو صاحب كتاب "مقالات الإسلاميين" و"الابانة عن أصول الديانة1. الزركلي: الاعلام 263/4، كحالة: معجم المؤلفين .35

مخ ۱۲۲