============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل أما الأول فحقيقة الكلي هو الذي لا يمنع نفس تصوره عن وقوع الشركة فيه؛ فإن الانسان من حيث إنه إنسان حقيقة واحدة تشترك فيها الأشخاص المفردة مثل زيد وعمرو: ومعنى جزئي هو الذي يمنع نفس تصوره عن وقوع الشركة فيه؛ فإن زيدا لمكان حقيقته المعينة يمتنع وقوع الشركة فيها.
و أما كيفية وجودهما فقد اختلف فيه الأوائل، فأما أفلاطون فذهب إلى أن كل حقيقة يوجد لها أشخاص في الوجود المحسوس فإن لتلك الحقيقة من حيث إنها كلية وجودا ثابتا لا يتغير أبدا. واحتج عليه بأن قال: لما صدق قولنا إن هذا الانسان الجزئي موجود في الأعيان صدق عليه أن الإنسان الكلي موجود في الأعيان أيضا؛ لأن هذا الإنسان الجزثي عبارة عن مجموع حقيقة الإنسان الكلي مع قيد التعيين، فصار بوصف التعيين مركبا، ومتى كان المركب موجودا فالمفرد لا محالة موجود فإذن الانسان من حيث كونه إنسانا موجود في الأعيان وهو أمر كلي، وقد ثبت وجوده في الأعيان، وإنه لا يتطرق إليه العدم والفساد؛ لأن الإنسان من حيث كونه إنسانا يستحيل خروجه عن كونه إنسانا، ثم إن الإنسان الكلي هو حقيقة واحدة جامعة لكل واحد من الأفراد المشخصة كزيد وعمرو وإذا ثبت ذلك في الإنسان فالأمر في جميع الماهيات كذلك، ثم إنه سماها المثل.
و أما أرسطو فيحكى عنه أن الإنسان الكلي حاصل في الذهن ويمتنع وجوده في الخارج، و الذي يصح وجوده في الخارج هو الأجزاء المقردة كزيد وعمرو. والحق ما ذهب إليه أرسطو؛ لأن الإنسان الكلي يمتنع وجوده في الخارج؛ لأن الإنسان من حيث كونه إنسانا هو الكل وهو مشترك بين الأشخاص، فلو كان موجودا في الخارج لكان الشيء الواحد موصوفا بالصفات المتضادة، أعني علم زيد وجهل عمرو وطول بكر وقصر خالد؛ لأن الإنسان الكلي يجمع هذه الأمور كلها، فلو كان موجودا في الأعيان لكان موصوفا بها أجمع، وهو محال.
مخ ۱۰۸