ومن هذا الباب مخاطبتهم الديار والأطلال ومجاوبتها لهم كقول ذى الرمة:
وقول عنترة:
إلى غير ذلك مما يشبه هذا مما هو كثير فى أشعارهم.
وقد ذكر هذا الموضع فى كتاب «الخطابة» وذكر أن أوميرش كان يعتمده كثيرا.
قال: والاستدلال الفاضل والإدارة إنما تكون للأفعال الإرادية، وأكثر ما يوجد هذا النوع من الاستدلال فى «الكتاب العزيز»، أعنى فى مدح الأفعال الفاضلة وذم الأفعال الغير فاضلة. وهو قليل فى أشعار العرب. ومثال الإدارة فى المدح قوله تعالى: «ضرب الله ... كلمة طيبة...» إلى قوله: «... مالها من قرار». ومثال الاستدلال قوله تعالى: «كمثل حبة أنبتت سبع سنابل» الآية. ولكون أشعار العرب خلية من مدائح الأفعال الفاضلة وذم النقائص أنحى الكتاب العزيز عليهم واستثنى منهم من ضرب قوله إلى هذا الجنس.
مخ ۲۲۹