============================================================
الفن الأول المعابى أوتصوير أن المقام لاشتماله على ما يقلع الشرط عن أصله لا يصلح إلا لفرضه، كما يفرض المحال نحو: أفتضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قؤما مسرفين} (الزخرف:ء) فيمن قرأ "بن" بالكسر، أو تغليب غير المتصف به على المتصف به، وقوله تعالى: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا (البقرة:23) يحتملهما. والتغليب باب واسع يجري في فنون كثيرة، كقوله تعالى: وكانت من القانتين (التحريم:12)، وقوله تعالى: بل أنتم قوم تجهلون (المل: 55)، ومنه أبوان ونحوه، ولكوهما لتعليق أمر بغيره في الاستقبال كان كل من جملتي كل فعلية استقبالية، ولا يخالف ذلك لفظا إلا لنكتة، كابراز غير الحاصل في معرض الحاصل؛ لقوة الأسباب أو كون ما هو للوقوع كالواقع، أو التفاؤل، أو إظهار الرغبة في وقوعه،.000000.
افتضرب: أي أفملكم فتضرب عنكم القرآن وما فيه من الأمر والنهي قوما مسرفين: فكوهم مسرفين آمر مقطرع به لكن حىء بلفظ "أن لقصد التوبيخ، وتصوير أن الاسراف من العاقل يجب أن لا يكون إلا على سبيل الفرض والتقدير كالمحالات؛ لاشتمال المقام على الآيات الدالة على أن الإسراف مما لا ينبغى أن يصدر عن العاقل اصلا فهو بمنزلة المحال، والمحال وإن كان مقطوعا بعدم وقوعه، لكتهم يستعملون فيه "إن" لتنزيله منزلة ما لا قطع بعدمه على سبيل المساهلة، وإرخاء العنان لقصد التبكيت.
على المتصف به: كما إذا كان القيام قطعى الحصول بالنسية إلى بعض، غير قطعى بالنسبة إلى آخرين، فتقول للحميع: إن قمتم كان كذا تغليبا لمن لا يقطع بأفم يقومون أم لا؟ على ممن حصل له القيام قطعا. يحتملهما: أي يحتمل أن يكون للتوبيخ على الرية؛ لاشتمال المقام على ما يقلعها على أصلها من العحز عن الإتيان بمثله، ويحتمل أن يكون لتغليب غير المرتابين؛ لأنه كان في المخاطبين من يعرف الحق، وإنما ينكر عنادا، فحعل الجميع كأنه لا ارتياب لهم، فقال: اوإن كنتم1، وفيه بحث يأتي في الشرح.
بل آنتم قوم إلخ: غلب حانب المعنى على حانب اللفظ؛ لأن القياس يجهلون بياء الغيبة؛ لأن الضمير عائد إلى قوم، ولفظه لفظ الغائب؛ لكونه اسما مظهرا، لكنه في المعن عبارة عن المخاطبين، فغلب جانب الخطاب على حانب الغيبة. ولكوهما: أي من "إن1 و"إذا" أي الشرط والجزاء. ذلك لفظا: إشارة إلى أن الجملتين وإن جعلت
مخ ۳۹