============================================================
الفن الأول علم المعاي وفضله على خلافه بتكرر الإسناد إجمالا ثم تفصيلا، وبوقوع نحو "يزيد" غير فضلة، وبكون معرفة الفاعل كحصول نعمة غير مترقبة؛ لأن أول الكلام غير مطمع في ذكره. وأما ذكره فلما مر، أو آن يتعين كونه اسما أو فعلا. وأما إفراده فلكونه غير سبي عدم إفادة تقوي الحكم، والمراد بالسبيي نحو: زيد أبوه منطلق. وأما كونه فعلا فلتقييده بأحد الأزمنة الثلاثة على أخصر وجه مع إفادة التجدد كقوله: أو كلما وردت عكاظ قبيلة بعثوا إلي عريفهم يتوسم وأما كونه اسما فلافادة عدمهما كقوله: لا يألف الدرهم المضروب لكن عر عليها وهو منطلق وفضله: وافضله" مبتدأ، وابتكرر الإسناد1 خبره، أي ورححان نحو: ليبك يزيد ضارع مبنيا للمفعول على خلافه، يعني لييك يزيد ضارع مبنيا للفاعل ناصبا لزيد رافعا لضارع بتكرر الإسناد بأن أجمل أولا إجمالا، ثم فصل تفصيلا، أما التفصيل فظاهر، وأما الإجمال؛ فإنه لما قيل: اليبك يزيد، لم يعلم أن هناك باكيا يسند إليه هذا البكاء لأن المسند إلى المفعول لا بد له من فاعل محذوف أقيم هو مقامه، ولا شك أن المتكرر أو كد وأقوى، وأن الإجمال ثم التفصيل أوقع في النفس غير فضلة: لكونه مسندا إليه لا مفعولا، كما في خلافه أما ذكره: أي ذكر الفاعل لإسناد الفعل إلى المفعول، وثمام الكلام به بخلاف ما إذا بني للفاعل؛ فإنه مطمع في الفاعل؛ إذ لا بد للفعل من شيء يسند هو إليه.
فلما مر: في ذكر المسند إليه من كونه الأصل: فلكونه غير سبي: [و كذا زيد انطلق أبوه، وعكن أن يفسر المسند السببي بجملة علقت على مبتدأ بعائد لا يكون مسندا إليه في تلك الجملة.) إذ لو كان سببيا بأن يكون المسند غير صادر عن المسند إليه نحو: زيد قام أبوه؛ فإن القيام ليس بصادر عن زيد بل عن آبيه، أو مفيدا للتقوي، نحو: زيد قام، فإن القيام صادر عن زيد لا عن غيره، وهذا المسند هو الذى سماه السكاكى بالمسند الفعلي، لكونه صادرا عن المسند إليه كما سماه هو المسند الأول بالمسند السببى، وهذا اصطلاح حديد اخترعه السكاكي. وقوله: امع عدم إفادة تقوي الحكم" أي مع عدم إفادة نفس التركيب تقوي الحكم، فحذف فاعل المصدر، فيخرج ما يفيد التقوى يحسب التكرير، نحو: عرفت، أو بحرف التاكيد، نحو: إن زيدا عارف؛ فإن تقوى الحكم لا يحصل فيه عن نفس التركيب.
افادة التجدد: والتحدد الحصول بعد أن لم يكن عكاظ إلخ وهو سوق للعرب كانوا يجتمعون فيه، فيناشدون ويتفاخرون، وعريف القوم. القيم بأمرهم، وقوله: ايتوسم1 أي يصدر عنه تفرس الوجوه وتأملها شيئا فشيئا. وهو منطلق: آى والحال أن الدرهم له الانطلاق ثابت دائما من غير اعتبار تحدد وحدوث.
مخ ۳۷