واما آلة السمع الخاصة به فهى الهواء المنبث فى الاذن. وكل ما كان هذا الهواء الطف واتم سكونا, كان فعله اتم. وكذلك آلة الشم هى الهواء المنبث في الانف . واما آلة الذوق فهى اللسان. واما آلة اللمس فهى اللحم. ويخص آلات الحواس كلها انها ليس فيها شىء بالفعل مما تدركه الا آلة اللمس، فانها مركبة من الكيفيات التى تدركها. ولذلك انما تدرك منها الافراطات، وذلك لموضع اعتدالها. ومن اجل ذلك كلما كان اللحم اعدل، كان اكثر أدراكا للكيفيات البسيطة، اعنى الحار والبارد والرطب واليابس. ولهذا كان الانسان اجود الحيوان ادركا فى هذه الحاسة وبخاصة لحم اليد منه، اعنى لحم الكف، وبخاصة السبابة من لحم الكف. وهو دليل الذكاء فى النفس، اعنى جيدة حس اللمس.
واما اللسان فليس فيه طعم بالفعل. ولذلك اذا تشربت فيه بعض الاخلاط فى الامراض، فسد ذوقه، وكذلك الامر فى آلات سائر الحواس. وقد اعطى السبب فى ذلك فى كتاب النفس. ويخص آلات الثلاث القوى، اعنى السمع البصر والشم انها منسوبة الى البسائط: فالعين الى الماء والسمع الى الهواء والشم الى الجزء النارى الدخانى. ولذلك كانت المشمومات تشفى الدماغ اعنى لموضع برده وحرارة الجزء الدخانى المشموم.
مخ ۸