التالیف الطاهر په شیم ملک الظاهر القایم بنصرة الحق ابو سعید جقمق
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
ژانرونه
115و
عنكم • وأنا ذاهب إلى الله وتارك ولدي هذا وهو وديعتي عندكم وقد استخلفته عليكم فاسمعوا له وأطيعوه • ولا تختلفوا فيدخل بينكم غيركم فتهلكوا • وأوصاهم أن لا يغيروا على أحد من الأمراء • وان يبقوا الأمر المجردين على أمر يأتيهم • ولا يغيروا نواب الممالك • فاشتد عند ذلك بكاؤهم وبكى الحاضرون أيضا • قيل إن اينال مشد الترسخانة كان واقفا فنظر إليه الملك الأشرف وقال إن كان يقع خلف بين ممالكي وعسكري ويهلكون فهذا يكون سببا لذلك وكذا جرى • ثم أقيم السلطان وأعيد إلى فراشه وقد كتب الخليفة بإمضاء عهد السلطان وشهد عليه فيه القضاة بذلك ثم كتب القاضي شرف الدين الأشقر اشهاد على السلطان بأنه جعل الأمير الكبير جقمق العلاء قائما بتدبير أمور الملك العزيز • وأخذ فيه خط الخليفة بالإمضاء • وشهادة القضاة عليه بذلك فألصقه بالعهد وانقضوا جميعهم • وفي هذا اليوم أنفق في المماليك السلطانية كل واحد مبلغ ثلاثين دينارا فكان جملتها مائة وعشرين ألف دينار وفيه خلع على بكري بردي أحد أتباع التاج الشويكي واستقر في ولاية القاهرة عوضا عن عمر بن سيغا أخي التاج فإنه مرض بالطاعون من أخر نهار الجمعة وفي يوم الجمعة سادسه وطلع إلى القلعة فلما مثل بين يدي السلطان أمر به فخلع عليه واستقر به في كتابه السر عوضا عن ولده صلاح الدين محمد وقد توفي فنزل في موكب جليل على كل رائع بقماش ذهب أخرج له من الاصطبل السلطاني • وخلع معه على نور الدين علي بن السويفي واستقر في حسبة القاهرة عوضا عن دولت خواجة وقد مات في أول الشهر • وفي هذا الشهر أتلف الجراد بضواحي القاهرة كثيرا من المقات كالخيار والبطيخ • والقثاء • والقرع • ووقع الطاعون في الغنم والدواب • ووجد
115ظ
في النيل سمك كثير طافيا قد مات من الطاعون • ذكر خبر عساكر ابلسيين • وفي حادي عشره رحل الأمر المجردون من ابلسيين • ومعهم نواب الشام وعساكرها من غزة إلى الفرات • وجميع تركمان الطاعة • وتوجهوا في جمع كبير يريدون آق شهر حتى نزلوا عليها وحاصروها • وفي يوم السبت خامس عشره اشتد مرض السلطان وحجب عن الناس فلم يدخل إليه أحد من الأمراء المباشرين عدة أيام سوى الأمير اينال شاد التراسخانة • والأمير على باي • والأمير صفي الدين جوهر الخزندار • والأمير جوهر الزمام • فإذا صعد القاضي زين الدين عبد الباسط • والمباشرون إلى القلعة • أعلمهم هؤلاء بحال السلطان • هذا والأرجاف يقوى والأمراء والمماليك السلطانية في حركة • وقد صاروا فرقا مختلفة الأمراء والناس في تخوف من وقوع الحرب • وقد ودعوا ما في دورهم • وأخفى كل من أهل الدولة أولاده ونساءه خوفا من النهب • وأهل النواحي بالصعيد والوجه البحري قد نجم النفاق فيهم • وخيفت السبل شاما ومصرا • وقد تناقصت عدة الأموات بالقاهرة • ومصر من أهل هذا الشهر كما تقدم • وفي أخريات هذا الشهر هجم على المسجد الحرام سيل عظيم ملا الحرم من غير تقدم مطر بمكة • ذو الحجة الحرام أهل يوم الإثنين والفأس بديار مصر في قلة الخدم في عناء وجهد • فإنه مات بالقاهرة ومصر وما بينهما من مدة شهر رمضان وشوال وذي القعدة زيادة على مائة ألف إنسان معظمهم الأطفال • وأكثر الأطفال البنات • ويلي الأطفال في كثرة من مات الرقيق • وأكثر من مات من الرقيق الإماء بحيث كادت الدور أن تخلوا من الأطفال والإماء والعبيد • وكذلك جميع بلاد الشام بأسرها • وأما السلطان فإنه حدث له مع سقوط شهوة الغذاء • مدة أشهر
116و
ومع انحطاط قواه ما ليخوليا فكثر هذيانه وتخليطه • ولولا أن الله تعالى أضعف قوته لما كان يؤمن مع ذلك من إفساد شيء كثير بيده • إلا أنه في أكثر الأوقات غائب فإذا أفاق هذي وخلط • وصار العسكر في الجملة قسمين قسم يقال عنهم أنهم قرانصة41 وهم الظاهرية • والناصرية • والمؤيدية • وكلمتهم متفقة على طاعة الملك العزيز وإن يكون الأمير الكبير جقمق العلاء نظام الملك كما قرره السلطان • وإنهم لا يصعدون إلى القلعة خوفا على أنفسهم من المماليك الأشرفية • والقسم الآخر المماليك الأشرفية سكان الطباق بالقلعة • ورأيهم أن يكون الملك العزيز مسيدا بالأمر وحده وأعيائهم الأمير اينال شاد السراسخانة • والأمير بخشي باي أمير أخور ثاني • والأمير علي باي خازندار • والأمير معل باي الجقمقي استادار الصحبة • والأمير قرقماز قريب السلطان • وهذه الطائفة الأشرفية مختلفة بعضها على بعض فلما اشتهر امر هذين الطائفتين • وفشت المقالة عنهما • قام عظيم الدولة القاضي زين الدين عبد الباسط في لم هذا الشعث • وإطفاء هذه النائرة • ليصلح بين الفريقين • ووافقه على ذلك الأمير اينال شادا السراسخانة • فاستدعى سكان الطباق من المماليك إلى الجامع بالقلعة • وأرسل إلى القضاة • فلما تكامل الجمع بإزائهم حتى اذعنوا إلى الحلف • فتولى تحليفهم القاضي شرف الدين الأشقر نائب كاتب السر على الإقامة على طاعة الملك العزيز • والاتفاق مع الأمير الكبير جقمق • وأن لا يتعرض أحد منهم لشر • ولا فتنة • ولا يتعرضوا لأحد من الأمراء المقيمين بديار مصر • ولا إلى الأمراء المجردين • ولا إلى كفلاء ممالك الشام • في نفس • ولا مال • ولا رزق • فلما حلف الأمير اينال • والأمير علي باي • والأمير تمرباي الدوادار • وعامة المماليك حلف القاضي زين الدين عبد الباسط أنه يكون مع الفريقين • ولا يباطن طائفة على أخرى ثم قام الجميع وقصد القاضي زين الدين دار الأمير الكبير جقمق ومعه
116ظ
عدة من أعيان الأشرفية حتى حلفه وحلف بعده من بقي بديار مصر من الأمراء • ثم نزل بعد ذلك الأمير اينال • ثم الأمير علي باي إلى الأمير الكبير جقمق • قبل كل منهما يده فابتهج بهما • وبالغ في إكرامهما • وسكنت تلك النائرة ولله الحمد • ويوم الأربعاء عاشره وهو عيد النحر خرج الملك العزيز فصلى صلاة العيد بجامع القلعة • وقد صعد إلى خدمته بالجامع الأمير الكبير جقمق • ومن عداه من الأمراء • ثم مشوا في الخدمة بعد الصلاة حتى جلس على باب الستارة • وخلع على الأمير الكبير • وعلى من جرت عادته بالخلع في يوم عيد النحر • ونزلوا إلى دورهم فقام الملك العزيز ودخل وذبح • ونحر الضحايا بالحوش • هذا وقد توالت على السلطان نوب الصرع مرارا • وتخلت قواه حتى صار كما قيل شعر • • لم يبق إلا نفس خافت • ومقلة إنسانها باهت • • يرثى له الشامت مما به • يا ويح من يرثى له الشامت • حتى مات عصر يوم السبت ثالث عشره • السلطان الملك العزيز جمال الدين الملك العزيز يوسف • أبو المحاسن • ابن الأشرف برسباي • أقيم في الملك بعد أبيه وذلك أن السلطان لما مات نادر القاضي زين الدين عبد الباسط • والأمير اينال الشاد • والأمير علي باي • والأمير تمرباي الدوادار • وقد اجتمعوا في القلعة • وبعثوا في الحال استدعوا الخليفة مع القاضي شرف الدين الأشقر • وبعث القاضي زين الدين بعض غلمانه في طلب القضاة • فأتوا جميعا ودخلوا • ودخل الأمير جوهر الزمام • فاخرج بالملك العزيز إلى باب الستارة فاجلس هناك • وطلب الأمير الكبير جقمق وبقية الأمراء • ونزل المماليك من الطباق فلما تكامل جمعهم • وحضر الوزير •
117و
وكاتب السر • وناظر الخاص • فوض الخليفة السلطنة للملك العزيز • وأفاض عليه الشريف الخليفتي • وولده السيف • وقد بقي لغروب الشمس نحو ساعة • وعمر السلطان إذ ذاك أربعة عشر سنة وسبعة أشهر فقام من باب الستارة وركب فرسه • ورفعت القبة والطير على رأسه • وقد حملها الأمير الكبير وساروا الكل مشاة في ركابه حتى عبر إلى القصر فجلس على تخت الملك وسرير السلطنة • وقبل الأمراء وغيرهم الأرض له وقرا العهد بالسلطنة الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله كاتب السر فخلع علي الخليفة • وعلى الأمير الكبير • وعلى كاتب السر • وخرجوا من القصر • وقد غسل السلطان الملك الأشرف برسباي وكفن واخرج بلا جنازة من الدور إلى باب القلعة فوضعت هناك وتقدم قاضي القضاة شهاب الدين أبوا الفضل أحمد بن حجر الشافعي رضي الله عنه فصلى بالناس عليها قبيل الغروب وشيع الأمراء والأكابر والمماليك الجنازة حتى دفن بالتربة التي انشأها خارج باب المحروق بالصحراء تحت القبة وقد اجتمع من الناس ما لا يحصيهم إلا الله تعالى والناس في بيعهم وشرائهم مشغولون بالقاهرة • مطمئنين في أمن ورعة • وسكون • على عادتهم • ونودي بالأمان والاطمئنان • والبيع والشراء • وإن ترحموا على الملك الأشرف • والدعاء للملك العزيز جمال الدين أبي المحاسن • وإن النفقة يوم الإثنين مائة دينار لكل واحد من المماليك • فازداد الناس أمن وطمأنينة • ولم يكن شيء مما كان يتوقع ويخاف منه من الشر ولله الحمد • وفي يوم الأحد رابع عشره اجتمع أهل الدولة عند قبر السلطان للصحة • وكان القراء قد باتوا عنده يتناوبون القراءة ليلتهم أجمع فختموا القرآن العظيم ودعوا • ثم انفض الجمع وأقام القراء عند القبر سبعة أيام وفيه عملته الخدمة السلطانية بالقصر وحضر الأمين الكبير وسائر أهل الدولة
ناپیژندل شوی مخ