التالیف الطاهر په شیم ملک الظاهر القایم بنصرة الحق ابو سعید جقمق
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
ژانرونه
بالغة وذهب وهله وعقله • فأشار إليه بأدنى رمز بحيث أنه لم يشعر به أحد • فجبر بذلك كسره • وأتم به جبره • ثم توجه الشيخ صفاء إلى مخدومه شاهرخ • وحكى له ما جرى له من الوبال والنكال • وكيف خلصه مولانا السلطان من تلك الورطة وأحسن إليه بحسن شفاعته • وما أسداه إليه من البر والإحسان • ولقد قال لي السيد الشريف تاج الدين عبد الملك قاضي سمعان أخو إمام المقام الشريف شاهرخ وكان قد حج سنة اثنين وسبعين وثمانمائة فرافقنا في أرض الحجاز فحكي لي في جملة ما كن يثني على مولانا السلطان قال لما بلغ أميرنا أيمن الشريف شاهرخ ما أسداه مولانا السلطان إلى الشيخ صفاء من الشفاعة والبر والإحسان • والمساعدة بمهما أمكنه في تلك الحالة التي يذهل فيها العقل • ويطيش فيها الحليم • شرع يثني على مولانا السلطان ويدعوا له • ويقول لمثل هذا تصلح الرئاسة والسؤدد • ولو لم يكن في ممالك الشام ومصر للقريب والغريب ولمصالح المسلمين إلا الأمير جقمق أكفاهم • ولوددت أن ولو كان الأمر إليه وأرجوا أن تصير أمور الإسلام والمسلمين إليه عن قريب فكان الضال بالمنطق موكلا فمولانا السلطان بحسن تدبيره • وبمن تفكيره • اصطاد قلب المقام الشريف شاهرخ واستعبده • وحصل محبته وصداقته • قل أن يلي أمور المسلمين فلما وليها لم يسع شاهرخ غير الشكر لله تعالى • وزيادة الصداقة وتأكيد المحبة • والإخلاص • وارتفع النكد وانجلى الغبار الذي كان قد حصل من الدولتين الدولة الملكية الأشرفية • والدولة السيفية الشاهرخية • بأدنى لطيفة • وكانت العداوة قد تأكدت بحيث أنه ما كان يمكن رفع ذلك ببذل الأموال • ونفائسي النفوس والأرواح • فلله الحمد والمنة • ولقد أذكرتني هذه النكتة ما وقع بيه هرون الرشيد وبين زوجته زبيدة من المعاتبة في أمر محمد الأمين • وعبد الله المأمون • وهي أن محمد الأمين كان ولد هرون من زبيدة
59و
وعبد الله المأمون كانت أمه أمة سوداء وهو الذي يقول شعر • • لا يسئمن21 أمرءا من أن يكون له • أم من الروم أو سوداء عجما • • فإنما أمهات الناس أوعية • مستودعات واللاحساب آبا • وكان هرون يحتج إلى المأمون لكونه رآه سديد الرأي • ضابط الأمر • أخذ بالحزم قويم الفكر • مصيب القول • والأمين كان مسترسلا في اللذات • منهمكا في الراحات منعكفا في المنادمة القينات والكاسات • ففي بعض ليالي السرور وقد صفا ما بين هرون وزبيدة أبرزت ما في خاطرها له وقالت له على سبيل المعاتبة ونعوذ بالله من مكر النساء يا أمير المؤمنين إن نظرك لم يمل إلا إلى بن السوداء • وعنايتك لم تنصرف إلا لعبد الله المأمون • وأما ابني محمد الأمين فإنه محروم من عنايتك مبعد من رعايتك • ولا أعرف لذلك سببا • ولا موجبا • فقال لها هرون صدقتي ولكن الأمر ليس في هذا إلي • وإنما المأمون يفعل ذلك مع نفسه • ويصنع معي ما يوجب التفاني إليه وارتباطي معه • وأما ابنك الأمين فإنه غافل • وفي شغل شاغل ذاهلا عن مراعاة نفسه • فضلا عني وعن أمور الملك • وسياسة الدولة • وسأبين لك حقيقة ذلك • ثم إنه دعا بأحد الخدام الطواشيه فقال له اذهب من فورك هذا إلى محمد الأمين وادخل عليه من غير استئذان وانظر ماذا يصنع • وعلى أي حالة • وفي أي هيئة ولباس هو • ثم ادعه على حالته • وهيبته تلك • والكيفية التي هو عليها فذهب من وقته ودخل عليه هجما فإذا • هو في مجلس لهو وطرب وقد ألبس الغلمان ثياب الجواري • والجواري ثياب الغلمان • وهو أيضا قد لبس لباس القينات • متعاطيا كؤوس اللهو واللذات • فسلم عليه فارتاع له • فقال اجب أمير المؤمنين فقال حدث حادث قال لا ولكنه يريد أن ينظرك فطلب ثياب البدلة فقال إن أمير المؤمنين لم يأمر أن تتوجه إليه إلا على
59ظ
هذه الهيئة التي أنت عليها من غير أن تبدل شيئا فتضرع إليه في أن يفسح له أن يغير قماشه فلم يسمح له بذلك • فبالغ بكل ما يمكنه فلم يفده • فما وسعه غير أن توجه على تلك الهيئة فدخل على هرون بتلك الهيئة وحيا بتحية الخلافة وقبل البساط ووقف في مقام الخدمة فأذن له في الجلوس فجلس فقال فيما ذا كنت قال تحت ظل مولانا أمير المؤمنين في أرغد عيش وأطيبه ولله الحمد • فقال له تمن علي فقال أن في الاسطبل الفلاني فرسا سبوحا حسن المشي والهيئة يصلح للركوب في حالة النشاط فقال هو لك وأيضا فقال إن بالكرخ على جانب الشط بستانا ترها يحسن للجلوس وقت الصحبة والعشرة والتنزه • فقال هو لك • وأيضا فقال سلامة أمير المؤمنين فأمره بالانصراف فلما انصرف أمر الخادم المذكور أن يذهب إلى المأمون ويفعل معه ما فعل مع الأمير فذهب ودخل عليه فإذا هو قد ألبس على غلمانه الدروع • وأفرغ هو أيضا عليه سابغ السلاح • وهم واقفون في خدمته شاكي السلاح • وقد أوقد أمامه شمعة وهو متكي على ترسه • واضع الخوذة عن رأسه • والدبوس في يده • وهو يطالع في كتاب • فسلم عليه فنهض قائما مرتاعا • وقال ما حدث فقال خير وسلامة • عليك سمع وطاعة لأمير المؤمنين فقال لأي شيء فقال لا أدري غير أن الأخبار طيبة • والأمور صالحة • فلا يكن خاطرك الا مطمئنا • ولا صدرك إلا منشرحا • فإنه أراد أن ينظرك • وأحب أن يكلمك • فأراد أن ينزع السلاح فقال بل على هذه الهيئة • فلم يسعه إلا التوجه على تلك الحالة • فلما دخل على أمير المؤمنين حيا بتحية الخلافة ارتاع هرون له وقال ما هذه الحالة أحدث شيء فقال إن الأمان بحمد الله تعالى قد شمل الدنيا وكل أحد مشغول ومشغوف بما يهواه • إذا الولي محبور • والصدر مكسور • كل ذلك بسعادة أمير المؤمنين • مع أن كلا من أكابر الناس وأعيان الخلائق خصوصا من هو رأسهم
60و
متول أمورهم • لا يخلوا من حسود غبن • أو عدو معاندا بي • يراقب فرصة الضرر • ويرتقب زمانا يقدر فيه للشر الشرر • وإذا كان الإنسان والعياذ بالله غافلا ومعتهدا على أوقات الأمن والأمان • ربما كان ذلك أنكى في اتصال الضرر إليه • فعلى هذا أولى من تيقظ لهذه الزمرة • واستعد لمثل هذه الغفلة • أولاد أمير المؤمنين • إذا وأذى يحدث والعياذ بالله للذات الشريفة مولانا أمير المؤمنين من متصدي منه قبل كل شيء للماليكه أولاده • فأنا كل ليلة استعد لمثل هذه الكائنة • وأتيقظ لهذه الحالة • إذ رعاية ذلك أكد علي من جميع الخلائق • وآمر جماعتي أن يحضروا إلي فيأخذوا حذرهم وأسلحتهم لها • وفي الحقيقة أنما نحامي عن أنفسنا • ونحترز لذاتنا • فأعجب هرون لذلك • فقال له وما الكتاب الذي كنت تطالع فيه فقال سير الملوك يا أمير المؤمنين • فقال جزاك الله تعالى خيرا فهل لك حاجة • فقال سلامة ذات أمير المؤمنين الشريفة وطول بقائه • فقال لا بد أن تطلب شيئا فقال يا مولاي إن الجند محتاجون إلى صرف جوامك • ومضطرون إلى النفقة • فأسأل صدقات مولانا أمير المؤمنين أن يصرف للجند جوامكهم • فقال أنت غدا تول صرف ذلك من الخزائن • واعط من أردت وامنع من شئت • ثم ماذا قال يا أمير المؤمنين إن البلاد شرقا وغربا ولله الحمد قد تمهدت بنافد أمير المؤمنين • وبسط فيها الأمن والأمان • وإن في السجون أناسا قد أضر المقام فيها بهم • فإن انقضت الصدقات الشريفة التفحص في أمرهم فمن استحق العفو يعفى عنه • ومن كان عليه دين ينظر في حاله • أو يصالح عنه • ومن استحق القصاص يجري عليه • أو يتلافى أمره • وعلى كل حال فالمذنب يسعه العفو • والبريء يسعه العدل • فقال وهذه القضية منوطة برأيك فافعل فيها ما تختار • وأيضا فقال يا أمير المؤمنين إن الخزائن بحمد الله موفورة • والولايات معمورة • والعساكر
60ظ
منصورة • والسيول من صدقات مولانا أمير المؤمنين الشفقة على الفلاحين والرعايا برفع الخراج والكلف عنهم سنتين • ليترفه حالهم • ويطمئن بالهم • ويتسعوا في أمورهم • ويتوفر الدعاء والثناء منهم لمولانا أمير المؤمنين • فقال اجلس غدا في صدر الدست وطير المراسيم إلى الأطراف والجوانب بمسامحة الرعايا والفلاحين بمهما رأيت المصلحة فيه فقبل الأرض ودعا وانصرف • فقال هرون لزبيدة اشعرت أن الأمر انسلخ من الملك والخلافة بما هو عليه من الغفلة والانهماك في اللهو واللذة • وإن المأمون تولى الخلافة وملك الدنيا في حياتي • واشتغل بالملك • واستعبد الجند والرعايا وعيني تنظر مع إن في الناس بين عدو وصديق • وقد صار الناس كلهم للمأمون أصدقاء وأعداء فقالت كيف • فقال إن الأمين لفي غفلة عد نفسه فضلا عن أبيه وعن الملك والممالك • وأما المأمون فإني اجتهد حتى سخرت الناس وحبست منهم جماعة ولا شك أن في خواطرهم مني ضغائن • وفي قلوبهم احقاد • وهو قد سعى في خلاصهم وزرع محبته في قلوبهم • وحملهم بذلك مننا لا يقدرون على القيام بشكرها وهذا في حق الأعداء • وأما الجند والأصدقاء وباقي الفلاحين • والرعايا • فإنه استملكهم بما اسدي إليهم من الإحسان الذي قد تسبب في وصوله إليهم • وإن قدر الله تعالى علي بأمر • وانتقل الأمر إلى أولادي فإن جميع الخلائق يتوجهون إلى المأمون وينبذون الأمين وراء ظهورهم • وهذا أمر لا قدرة لي على التصرف فيه • ولا يكاد يتيقظ له الأمن بصرة الله تعالى عواقب أموره وفتح له باب التوفيق والرشاد • ومن يضلل الله فما له من هاد • وتطير هذه الحكاية أيضا ما يحكى عن الرشيد وزبيدة من المعاتبة وإنه قال لبعض الخدام أن يذهب إلى الأمين ويباسطه ثم يقول له في أثناء المحاورة أن صار الأمر يوما إليك ووليت الخلاقة ماذا كنت تفعل معي وماذا توليني من الوظائف ففعل ذلك وامتثل ما أمر به الرشيد وقال
61و
ناپیژندل شوی مخ