التالیف الطاهر په شیم ملک الظاهر القایم بنصرة الحق ابو سعید جقمق
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
ژانرونه
رجلا بقرية الري وله أرغقة معدودة لا تشبع خمسة منهم فكسروا الرغفان واطفئوا السراج وجلسوا للطعام فلما رفع الطعام إذا هو بحاله لم يأكل أحد منهم شيئا إيثارا منه أصحابه على نفسه • وحكي عن صديقه العدوي رحمة الله عليه قال انطلقت يوم اليرموك لطلب بن عم لي بين القتلى ومعي شيئا من الماء • وكان ذلك اليوم شديد الحر والعطش استشهد فيه جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وهو يوم مشهود • فكنت أقول إن لقيت بن عمي سقيته ومسحت وجهه • فإذا أنا به وهو على أخر رمق فقلت أسقيك فأشار أن نعم فسمعنا رجل من الجرحى فقال آه فقال بن عمي انطلق به إليه فإذا هو هشام بن العاص فقلت أسقيك فقال آخر آه فقال هشام انطلق به إليه فتوجهت نحوه فلم أدركه إلا وقد مات • فرجعت به إلى هشام فلقيته قد مات • فرجعت إلى بن عمي فإذا هو أيضا قد مات • رضي الله عنهم • حكاية ذكرها الشيخ كمال الدين الدميري في باب القاف عند ذكر القط عن بن خلكان في ترجمة ابن بابشاد النحوي فلتنظر هناك • ومن أغرب ما وقع في هذا الباب ما ذكره أبو محمد الأزدي قال احترق مسجد بمصر فظن المسلمون أن النصارى أحرقته فذهب جماعة من المسلمين وأحرقوا خانات النصارى فقبض السلطان على جماعة من الذين أحرقوا الخان وكتب رقاعا في بعضها القتل وفي بعضها الجلد ونثرها عليهم وأمرهم أن يأخذ كل واحد منهم ورقة • وإن يجري عليه ما هو في ورقته • فوقع في يد واحد منهم رقعة فيها القتل • فقال والله ما بي أن أقتل ولا أبالي به إذ لا بد من الموت ولكن لي أم ضعيفة يضيع أمرها بعدي • وكان إلى جانبه واحد من الفتيان من رفقائه فقال أنا في رقعتي الجلد • وليس لي كلفة أم ولا ورائي علقة • وأنا كما قيل • شعر • لولا التكلف عاش الناس عيش هناء • لولا التعلق مات الناس موت رضى •
44و
فادفع إلي رقعتك وخذ رقعتي فدفع إليه رقعة القتل وأخذ رقعة الجلد فقتل ذلك ونجا هذا وهذا كما قيل شعر • يجود بالنفس إذ ضن الجواد بها • والجود بالنفس أقصى غاية الجود • يقول إنما نجا ذلك ببركة بره أمه • وقال بعض الأولياء رحمهم الله تعالى حقيقة الإيثار أن تؤثر بخط أخرتك فإن الدنيا أقل خطر من أن يكون لإيثارها محل أو لذكرها قدر • كما قيل إنه سعي بالصوفية إلى الخليفة وقيل إن ههنا جماعة سكنوا القبور ورفضوا الدنيا وهم يدعون الخلائق إلى رفض الدنيا وقطع الأسباب والعلائق ويلزم من هذا تعطيل أمور الناس وتبديد معايشهم وما هم إلا زنادقة • وكان ذلك في زمن الجنيد رضي الله عنه • فأرسلوا إليهم وقبضوا عليهم • منهم الشحام • والدقاق • وأبو الحسين النوري • وبسط النطع لضرب رقابهم • فتقدم أبو الحسين النوري وقال للجلاد أريد أن تضرب عنقي قبل رفاقي فتعجب الخليفة والحاضرون من ذلك إذ هذا خلاف المعهود ممن يؤمر بقتله ثم سألوه عن موجب ذلك فقال لم يبق لنا في الدنيا غير أنفاس قليلة فأنا أوثر أصحابي بها ليذكروا الله تعالى فيها ويسبحوه ويتلوا القرآن فيكتب لهم الأجر فعند ذلك قال الخليفة لا تتعاطى أمر هؤلاء من غير تدبر وترو • ثم أحضروا العلماء وطرحوا عليهم مسائل فقهية وأجابوا عنها بأحسن جواب من جملتها كيف زكاة الذهب فقال النوري عندكم في كل عشرين دينارا إذا حال عليها الحول نصف دينار • وأما عندنا فيجب فيها عشرون دينارا ونصف دينار فقال ولم قال غرامة وجناية لأنا أمسكنا متاع الدنيا فنحن من أين ومتاع الدنيا من أين وشرع يقول إن لله عبادا إذا قاموا قاموا بالله • وإذا نطقوا نطقوا بالله • وسرد ألفاظا أبكى بها الخليفة الحاضرين وصدع بها كما قلت • • الروح إن تخرج كلأة صادقا • تصدع به القلب الأصم الجلمدا •
44ظ
فقال بعض الحاضرين من العلماء إن كان هؤلاء زنادقة فما في الدنيا صديق ولا مسلم فقال لهم الخليفة ارفعوا إلينا حوائجكم فقالوا حاجتنا أن لا تسألوا عنا ولا تطلبونا فلا نراكم ولا ترونا • ومولانا السلطان خلد الله تعالى أيامه • وأطال تحت ظله الشريف أيام الملك وأعوامه • هو المختص بأعلى هذه المقامات • والواصل في ذروة الكرم والسخاء إلى أعلى الدرجات • فلقد طفق بهم جوده وفائض نواله الشرق والغرب • وروت بحار بذله وعطائه رياض الآمال • وحدائق رجاء ذوي الفضل والأفضال • ولقد اصطاد بهباته العميمة • وصدقاته الجسيمة • قلوب جميع الخلق ما بين سلطان ووزير • ومأمور وأمير • وكبير وصغير • وبعيد وقريب • ومعرفة وغريب • فاهرع إليه الأقارب والأجانب • وأسرع إلى تقبيل أرض العبودية وبساط • الطاعة الموافق والمخالف • واغتنم الملوك الامتثال أوامره الشريفة • وبادرت أكابر أطراف الأرض إلى الإكتحال بنور طلعته السعيدة المنيفة • وما ذاك لعموم صدقاته فقط • ولا لفيض أياديه فحسب بل لما انتشر في الآفاق من صيت ثنائه الجميل العاطر • وتقدمت إلى الأطراف من عوائد إحسانه الجليل الماطر وكأنه كان آلى على نفسه أن لا يدخر شيئا • ولا يحرم سائلا قط • وإنه يبذل جميع موجوده • ويؤثر بكل ما تحويه يداه الشريفة • وهذه العادة الشريفة من مبتدأ أمره • وقديم أيامه ولقد كان إذا جاءه سائل ولم يكن بحضرته شيء يتصدق عليه بقماش الخيل والفرش ونحو ذلك وربما دخل إلى الطشتخاناه والفراشخانه فمهما وجده من أثاث ونحاس أعطاه السائل وأوصاه بإخفاء ذلك بالإسراع لئلا يطلع عليه أحد من جماعته وهذه هي الصدقة المخفية بعينها التي عناها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه • وهذه
45و
نكتة من عادة الأولياء • وخواص الخواص الأتقياء • كان الإمام أبو سهل الصعلوكي رضي الله عنه من الأجواد الأخيار • والعباد الأبرار • وكان يوما يتوضأ في صحن داره فدخل عليه سائل فقال له اصبر حتى أفرغ ولم يكن عنده شيء سوى القمقمة التي يتوضأ منها فلما فرغ أعطاه القمقمة وقال أسرع لئلا يراك أحد فيأخذها منك ثم صبر حتى علم أن السائل أبعد وفات من يطلبه • ثم صاح وقال دخل إنسان وأخذ القمقمة فخرجوا خلفه وطلبوه فلم يدركوه • وما كان قصده بهذا الإعلام الا عدم وقوع المريدين بعضهم في بعض ودفع تهمة بعضهم عن بعض • فالحمد لله الذي وافقت أفعال مولانا السلطان خلد الله دولته أفعال أولياء الله تعالى • ومما تواتر من صدقات مولانا السلطان وفيض أياديه الشريفة أنه من حين قدر على شيء من مال الدنيا وإلى حين ولي أمور المسلمين • وتشرف بميامن ولايته الدنيا والدين • لم يجب عليه زكاة قط • وكأنه من شأنه الشريف كما قيل • هو البحر من أي النواحي أتيته • فلجته المعروف والجود ساحله • تعود بسط الكف حتى لو أنه • تناهي لقبض لم تجبه أنامله • ولو لم يكن في كفه غير روحه • لجاد بها فليتق الله سائله • وقيل إنه كان من علمه الشريف أنه إذا جاء إليه أحد من مماليكه وخدمه لطلب مركوب أو نحوه فمهما كان بحضرته من ذلك الجنس أعطاه إياه على الحظ والنصيب فربما طلب أحد مماليكه فرسا فيعطيه فرسا ثم يعود إليه ويقول يا مولاي هذا الفرس ظالع أو لا يصلح للركوب فيقول له يا ولدي هذا الذي فتح الله تعالى به وقسم إن لم ينفعك بعه وارتفق به وإذا فتح الله تعالى بشيء غيره أعطيناك ترى هل فوق هذه المكارم ودماثة الأخلاق درجة • ومما اشتهر عنه من جميل الصفات يدفع الله تعالى في الدارين الدرجات • إنه في بعض الأوقات كان مضيقا عليه في مكان
45ظ
فكان يصر الدراهم وغيرها ويلقيه على الطرقات فإذا سئل عن سبب ذلك قال ربما يقع ذلك في يد مستحق وهذا النوع من الكرم والجود كان يفعله جونة صاحب الهند وهو أحد الملوك المشهورين بالعظمة والجود والسخاء • ونظير هذه الحكاية ما حكي عن أمير المؤمنين المتوكل على الله أنه كان عنده مملوك يدعى الفتح وكان في الجمال • وجميل الخصال • في غاية الكمال • فأحبه المتوكل واتخذه في مقام الولد وأقام عليه من علمه فنون العلم والأدب • وكان دون البلوغ ومن جملة ما أراد تعليمه السباحة • وكان الملاحون يترددون إليه كل يوم يعلمونه العوم والسباحة فاتفقوا أنه في بعض الأيام القى نفسه في دجلة بغداد ليسبح فقوى عليه التيار وغلبه فما وسعه غير الاستسلام لأمر القادر الجبار • وعدم مقاواة التيار • واسترسل في الماء إلى أن غاب عن أعين الناس • ثم اجتهد وسارق الماء إلى أن ألقى نفسه في كهف نقبه الماء من طول المرور فالتجئ إليه واشتهر فيه مدة سبعة أيام منتظرا من الله تعالى ما يقدره له من الفرج • فلما سمع المتوكل بذلك اسودت الدنيا في عينيه واضطرب وحزن حزنا شديدا لا مزيد عليه • ثم دعي الملاحين وقال من أتاني بجنة الفتح أعطيته ألف دينار فشرع السباحون والغواصون يطلبونه بالفتح حيا فما تتصدق به علي قال خمسة ألاف دينار فأخذ مركبا وذهب إليه وأتى به سالما فلما رآه المتوكل سجد لله شكرا وأعطى الملا ما جعله له ثم دعا بطعام للفتح ليأكله فقال إني شبعان فقال المتوكل سبحان الله لك سبعة أيام في الماء ثم تقول أنك شبعان فمن أين كنت تأكل • قال بينما أنا في ذلك النقب إذ مر بي طبق عليه نحو من عشرين رغيفا فاجتهدت إلى أن تناولت منه ما سد رمقي في هذه المدة وكان مكتوب على كل رغيف محمد بن الحسن الإسكاف فتعجب الخليفة من هذا الأمر ورسم
46و
ناپیژندل شوی مخ