التالیف الطاهر په شیم ملک الظاهر القایم بنصرة الحق ابو سعید جقمق
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
ژانرونه
23و
بينه وبين مولاه • من صدق النية • وخلوص الطوية • والشفقة على الرعية • والمناجاة الخفية • والإخلاص في طاعة الله تعالى • والتضرع والالتجاء إليه في الخلوات فذلك شيء لا نعرفه • فكيف نقدر نذكره أو نصفه • فاسأل الله تعالى الذي لا يخيب سائلا • أن يخلد هذه الدولة السعيدة على المسلمين والإسلام • أن يصل طنب سعادتها بأوتاد الخلود إلى يوم القيام • بمنه وكرمه • واعلم أن أعلى محاسن أخلاق العلم الذي هو زمام مصالح الدارين • وقوام معائش الثقلين • وأصل المعالي والمفاخر • ورأس مال المكارم والمأثر • فلنذكر فضله بعد محاسن الأخلاق إذ هو لرأسها وجه ولوجهها عين • ولعينها نور • ولجسدها صدر • ولصدرها قلب • ولقبها سرور والله الموفق • فصل في العلم وفضيلته ومزية أهله على سائر الناس قال الله تعالى قل هل يستوي الذين لا يعلمون والذين لا يعلمون وقال تعالى قل يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات • وقال عليه الصلاة والسلام طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة • اعلم أن كل شيء من الحيوانات يعظم العالم ولولا العلم لما قدر الإنسان أن يتمكن من شيء من المخلوقات • وإن الله سبحانه وتعالى لم يتخذ وليا جاهلا • وقال سبحانه وتعالى فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال بعض الحكماء كل عمل لا يوطده علم فهو جهل • ولعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد • وقال الله سبحانه وتعالى إنما يخشى الله عبادة العلماء أي لا يخاف الله ويعظمه ويتقيه من عباده إلا العلماء لأنهم هم العارفون دون غيرهم • وقور إنما يخشى الله من عبادة العلماء أي ما يوقر الله ويعظمه إلا العلماء من عباده لأنهم هم المستحقون التعظيم والتوقير وعلى كل تقدير فهم المخصوصون
23 ظ
دون غيرهم وبالخوف منه وبالتعظيم له وإما بتعظيمه لهم وتوقيره إياهم ومفسد الخشية على القراءة الأولى الخوف والتعظيم • وعلى القراءة الثانية التعظيم فقط • وقال تعالى ولقد أتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وناهيك بموسى عليه الصلاة والسلام صاحب الشريعة والنورية وعلم الظاهر في زمانه كيف ارتحل هو وفتاه ليتعلم ممن هو أعلم منه بعلم الباطن بقرب الشام بحر الظلمات إلى مجمع البحرين إلى اقصى بلاد المعرب حتى لاقى الخضر عليه الصلاة والسلام ولم يأنف من أن قال له هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا وهو نبي الله تعالى وكلمته وحسبك أيضا ما أقحم الله الملائكة وأسجدهم لآدم صفيه إلا ببركة العلم وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال تعلموا العلم فإن تعلمه خشية • وطلبه عبادة • ومذاكرته تسبيح • والبحث عنه جهاد • وتعليم من لا يعلمه صدقة • وبذله لأهله قربة • لأن العلم منار أهل الجنة • وهو المؤنس في الوحشة • والصاحب في الغربة • والمحدث في الخلوة والدليل على السراء • والمعين على الضراء • والزين عند الإجلاء • والسلاح على الأعداء يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قاده • أئمة يقتفي أثارهم • ويقتدي بفعالهم • وترغب الملائكة في حلقهم • وبأجنحتها تمسحهم • ويصلي عليهم كل رطب ويابس وحيتان البحر • وهوام الأرض وسباع البرية • والبر • والبحر • والانعام • ولان المعلم حياة القلب من الجهل • ومصابيح الأبصار من الظلمة • وقوة الأبد أن من الضعف ويبلغ بالعبد منازل الأنبياء • والدرجات العلى في الأخرة والدنيا • والتفكر فيه يعدل بالصيام • ومذاكرته تعدل القيام • وبه توصل الأرحام • ويعرف الحلال من الحرام ويلهمه الله تعالى السعداء • ويحرمه الأشقياء • وحاصل الأمر في الجملة أن العلم أصل كل خير إلخ • والجهل منبع كل شر • قال الشاعر • وفي الجهل قبل الموت موت لأهله • وأجسادهم دون القبور قبور •
24و
• وان امرءا لم يحي بالعلم قلبه • فليس له حين النشور نشور • ويكفي الإنسان شرفا وكرامة أنه بالعلم يكتسب اسما من أسماء الله تعالى القديمة وهو اسم العالم فإن من أمهات الأسماء والصفات الأزلية القديمة لله تعالى العلم والله سبحانه وتعالى عالم وعليم وعلام وهو أن الاسمان صيغتا مبالغة قال أبو القاسم القشيري رحمه الله أسماء الله تعالى توقيفية فلا يسمى إلا بما ورد به الكتاب والسنة • وانعقد عليه اجماع الأمة • وقد وردت هذه الأسماء فأطلقت عليه ولا يقال في صفته تعالى عارف ولا فطن ولا داري ولا فقيه ولا فهم • فمن أذن من تحقق أنه عالم أن يكتفي بعلمه عند جريان قضائه وحكمه • ساكنا عند حلول تقديره عن تصرفه في أمور نفسه وتدبيره • كما قال الخليل عليه الصلاة والسلام حين قال له جبريل7 عليه السلام سل الله حاجتك حسبي من سؤالي علمه بحالي رأيت في بعض التواريخ ببلاد الترك أن عالما في بلد تسمى تنكي تلاس هي عن سمرقند إلى جهة الحطا نحو من خمسة وعشرين يوما كان رجل من فوارس المسلمين اسمه قرا وكان قد انكى في مشركي الترك والتتار فاتفق أنه استشهد في بعض المواقف ففي بعض الليالي رآه واحد من الصلحاء في النوم وهو يقول له إن الكفار قد عزموا على قتالكم واستئصالكم فخذوا حذركم منهم فقال له الرأي ربما لا يصدقني الناس به في هذه الرؤيا فما علامة صدقي عندهم قال أن يحضروا إلى بيتي ويسمعوا كلامي من الزاوية الفانية فلما انتبه أعلم الناس فحضروا إلى بيت قرا الشهيد وسمعوا هذا الكلام منه الكبير والصغير • والمأمور والأمير ثم قال لهم إن لازمتم هذا الدعاء فإن الله يكشف عنكم شرهم • ويكفيكم أمرهم • فقالو وما هو • قال لازموا قولكم • اللهم كفى علمك عن المقال • وكفى كرمك عن السؤال • قال فلان سوء الناس هذا الدعاء فكف الله عنهم عدوهم وكفاهم أمره ومن أدب من تحقق علمه تعالى بحاله وأنه مطلع على سرائر الضمائر
24ظ
ووساوس الهواجس • وخفيات الخواطر • أن يستحي منه • ويكف عن معاصيه • ولا يغتر بجميل ستره • بل يخشى بغتات قهره • ومفاجأة مكره • قال الله تعالى يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضي من القول وفي بعض الكتب السماوية إن لم تعلموا أني أراكم فالخلل في إيمانكم • وإن علمتم أني أراكم فلم تجعلوني أهون الناظرين إليكم ومن أدب من اتقن بعلمه سبحانه وتعالى أن يكتفي بتدبيره • ولا يرفع إلى مخلوق حاجة • ولا يسكن إلى أحد سواه • فإن سكن إلى أحد غيره عوقب في الحال إن كان له عنده قدر • كما حكي عن إبراهيم الخواص رضي الله عنه قال كنت بالبادية فتهت فسمعت نباح كلب من بعيد فأصغيت إليه وقلت في نفسي لا يكون هذا إلا في عمارة فتبعت الصوت طالبا له فلم ألبث حتى أصابتني صفعة من ورائي ولم أر أحدا فبكيت وقلت يا رب هذا جزاء من توكل عليك فهتف بي هاتف ما دمت في خفارتنا كنت عزيزا فلما دخلت في خفارة الكلب صفعت ولكن هذا رأس من صفعك وذا برأس بين يدي مقطوعا • وحكي عنه أيضا قال كنت جائعا فوصلت إلى الري فخطر ببالي أن لي بها معارف سيضيفوني فلما دخلتها رأيت منكرا فنهيت عنه فضربوني فقلت في نفسي من أين أصابني هذا بجوعي ونهيي عن المنكر فنوديت في سري أصابك بسكونك إلى مضيفيك في طلب الرزق • ونقل عن بعضهم قال كنت جائعا فقلت لبعض معاوني إني جائع فلم يطعمني شيئا فمضيت فوجدت في الطريق درهما فأخذته فإذا عليه مكتوب أما كان الله تعالى عالما بجوعك حتى طلبت من غيره وحكي عن أبي سعيد الجزار رحمه الله قال خرجت من البادية إلى الكوفة وأنا جائع وكان لي فيها صديق يقال له الجرادي وكان يضيفني لو أدخلت الكوفة فقصدت حانوته فلم أجده فدخلت مسجدا بقرب حانوته انتظره وقلت بسم الله الرحمن الرحيم • والحمد لله رب العالمين • وسلام علينا وعلى عباده المتوكلين •
25و
وقعدت منتظرا فدخل داخل فقال الحمد لله رب العالمين • سبحان من أخلى الأرض من عباده المتوكلين • وسلام علينا وعلى جميع الكذابين • يا أبا سعيد يا مدعيا التوكل، التوكل يكون في الصحاري والبراري • ليس التوكل الجلوس على البوادي • لانتظار الجرادي قال فالتفت فلم أر أحدا • وهكذا سنة الله تعالى مع خواص أحبابه والمصطفين من عباده لا يشاء ضلهم في خطره • ولا يتجاوز عنهم في لحظه • بل يطالبهم بالصغير والكبير ويضايقهم على النقير والقطمير • وما أحلى عتاب الله تعالى مع أوليائه • لان العتاب أنما يكون بين الأحباب • وقيل شعر • • إذا ذهب العتاب فليس ود • ويبقى الود ما بقي العتاب • وعلى هذا قيل حساب أمة الحبيب حساب عتاب لا حساب عقاب لأن من نوقش الحساب عذب • وقد ورد في الحديث الصحيح أن الله تعالى يدين عبده • ويقرره بذنوبه • فيقول ما عملت كذا وكذا فيقول نعم • ويقول له عملت كذا وكذا فيقول نعم • حتى إذا اتفق له هالك • قال له سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفره لك اليوم وإذا أراد الأمر بين الستر في الدنيا والغفر في الأخرة فهل بقي شيء سوى العتاب • والعتاب إنما هو من الأجناب وأما الأعداء فيقال لهم أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون الآية وإذا سئلوا فيقال لهم مالكم لا تبصرون سؤال توبيخ وتضريع فلا خلاق لهم في الأخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وإن قيل في حقهم شيء • قال سبحانه وتعالى فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا • سئل إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه عن الصوفي إذا جاع يوما ماذا يعمل قال جوع يوم ليس بجوع قيل فيومين قال ولا جوع يومين بجوع قيل فثلاثة أيام قال يصبر قيل ثم ماذا يفعل قال يصبر قيل فإن مات قال ديته على قاتله أليس كان عالما بحاله فإن شكاه فقد استحق العتاب • قال الشاعر •
ناپیژندل شوی مخ