[مفهوم الزهد]
والزهد في الشرع ترك المباحات التي يخشى أن يحمله التولع بها على الدخول في الشبهات محافظة عليها، وقد وردت الآثار بندبه، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ألا وإن الزاهد في الدنيا أراح قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة)) نعم، ولا زهد في ثلاث: المرأة الحسناء وإن غالى في مهرها، لما في ذلك من تكميل الدين مهما ما لم تكن من المنعمات اللاتي لا يقنعن بدون اللذات في المطعم والملبس، ولا في استعذاب الماء، إذ قد كان يستعذب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأمكنة النازحة، ووجهه أنه لا يحتاج في ذلك إلى كسب الأموال بدليل قوله تعالى:?وما أنتم له بخازنين?[الحجر:22]، ولا في اختيار المسكن السليم عن الوباء الجامع للمرافق، إذ لا يحتاج في ذلك إلى غرامة، لأن الأرض لله تعالى، إلا حيث يكون دينه في غير ذلك المسكن أكمل، فإن تركه حينئذ يكون زهدا.
مخ ۶۹