[المباهاة بقصد المصلحة]
فرع: نعم قد يحسن من العالم الخامل ما صورته المباهاة من العناية في ظهور علمه بإظهار التدريس والتكلم في المحافل في المسائل العويصة، ونحو ذلك ليقصده الناس فينتفعوا بعلمه ويرشدوا به، إذ يكون كالأمر بالمعروف ومنه قول يوسف عليه السلام: ?إني حفيظ عليم? [يوسف:55]، لا لمجرد الشرف والرئاسة لما مر.
فرع: فأما لو طلب بذلك دفع الاستخفاف به وحطه عن مرتبته التي يستحقها مثله حيث ينزله الناس منزلة من هو دونه فيحتمل الجواز لجريه مجرى النهي عن المنكر، وهو إضاعة حقه، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه)) لا يعرف الفضل لأهل الفضل، إلا أولوا الفضل ويحتمل التحريم، إذ ذلك نوع من طلب الشرف وقد نهي عنه، والأقرب الأول، ولا بأس بطلب القدر المستحق له من التشريف، إذ في تركه إستخفاف وهو حرام، ودفع الحرام واجب، ومن ثم سقطت عدالة من حط مرتبة نفسه بالأكل في السوق والبول في السكك ومجالسة الأرذال.
فرع : فأما لو قصد بإظهار علمه بعث الناس على مواساته بما يقوم بعائلته ويسد خلته من الحقوق التي يستحقها أو من خالص أموالهم، فالأقرب التحريم لجريه مجرى التكسب بالعبادة والعلم، وأخذ الأجر على ذلك، ويحتمل الجواز إن لم يقصد الشرف، كما يجوز الدخول في القضاء ليعود عليه بما يقوم بمؤنته كما مر، والأول أظهر.
مخ ۳۷