============================================================
الأول من تجريد الأغاتى 34 ثم أخلذوه وما كادوا يقدرون على أخذه، فوضعوا فى رجله أدهم (1)، ثم جاءوا به وهو معروض على بعير حتى انتهؤا به إلى الوقبى، فدفعوه إلى الجلانى ولم يمت : فقالوا : أنطلقوا به إلى بلادكم ولا تحدثوا فى أمره شيئا حتى تنظروا ما يضنع ،(2) بصاحبكم، فإن مات فأقتلوه ، وإن حيي فأعلمونا حتى نحمل إليكم أرش (2) الجناية .
فقال الجلانيون : وفت ذمتكم يا بنى جقسدة ، وجزاكم الله أفضل ما يجزى خيار الجيران ، إنا نتخوف أن يسنزعه منا قومكم إن خليتم عنا وعنهم وهو فى أيدينا.
فقال لهم معاذ : فإنى أحمله معكم وأشيعكم حتى تردوا بلادكم . ففعلوا ذلك . فحمل معروضا على جمل ، وركبت أخته جماء بنت الأسعر معه ، وجعل يقول : قتلثنيى بنو جعدة . وتأتيه أخته بالمغرة(3) ليشربها ، فيقال : يمشى(4) بالدم ، لأن بنى جعدة فرثوا(5) كبده فى جوفه . فلما بلغوا أدنى بلاد بكر بن وائل ، قال الجلانيون لمعاذ وأصحابه : أدام الله عزكم ، فقد وفيتم فأنصرفوا . وجعل هلال يريهم أنه يمشى فى الليسلة عشرين مرة . فلما ثقل الجلانى وتخوف هلال أن يموت من ليلته أو يصبح مئتا ، تبرز هلال كما كان يصنع وفى رجله الأدهم كأنه يقضى حاجة، ووضع كساءه على عصاه فى ليلة مظلمة ، ثم أعتمد على الأدهم فحطمه، ثم طار تحت ليلته على رجليه ، وكان أدل الناس، فتنكب الطريق التى تعرف ويطلب فيها، وجعل يشلك المسالك التى لا يطمع فيها، حتى أنتهى إلى رجل من بنى أثاثة بن مازن فحمله على ناقة له ، فركبها ثم تجنب بها الطريق، فأخذ نحو بلاد قيس بن عيلان تخوفا من بنى مازن أن يتبعوه أيضا فيأخذوه .
(1) الأدهم : القيد : (2) الأرش : دية الجراحات .
(3) المغرة : طين أهمر يصبغ به .
(4) أمشى الرجل : استطلق بطنه من دواء تثاوله (5) فرثوا: فتتوا.
مخ ۳۴۷