292

============================================================

أخيار الغريض 286

نعم ، أصلح الله الأمير . قال : ومن هى ؟ قلت : سيدة نساء العالمين عائشة بنت طلحة . قال : لا ، ولكن هذه ليلى التى يقول فيها الشاعر : * وما زلت من ليلى لدن طرشاربى* وذكر البيتين . ثم قال : إذا شئت فقم . فلها كان العشى رخت فإذا هو جالس على سريره فى المسجد ، فسلمت . فلما رآنى قال : أدن . فدنوت حتى وضعت يدى على مرافقه . فأصغى إلى،(1) فقال : هل رأيت مثل ذلك لإنسان قط؟ قلت: لا والله . قال : أفلا تدرى لم أدخلناك ؟ قلت : لا . قال : لتحدث بما رآيت . ثم التفت إلى عبد الله بن أبى فروة فقال : أعطه عشرة آلاف درهم وثلاثين ثو با. فما أنصرف أحد يومئذ بمثل ما أنصرفت به : بعشرة آلاف درهم، وبمثل كارة(2) القصار ثيابا، وبنظرة من عائشة بنت طلحة .

وكانت عائشة هذه عند هبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق ، وكان شيء عن عائشة بنت طلحة أبا عذرتها (3). ثم هلك فتزوجها مصعب بن الأ بير . فقتل عنها . ثم تزوجها عمر ابن عبيدالله بن معمر التيمى، فبنى بها بالحيرة ، فمهدت له يوم عرسه فرش لم ير مثلها : سبع أذرع فى عرض أربع . فأ نصرف تلك الليلة عن سبع مرات . فلقيته

مولاة لها حين آصبح فقالت : يا أبا حفص ، گملت فى كل شىء حتى فى هذا !

فهلك عنها . ولما مات ناحت عليه وهى قائمة ولم تنح على أحد منهم قائمة غيره وكانت العرب إذا ناحت المرأة على زؤجها قائمة علم أنها لا تريد أن تتزوج بعده : قيل لها: ياعائشة، ما صنعت هذا بأحد من أزواجك ! قالت : إنه كان فيه خلال ثلاث لم تكن فى أحد منهم : كان سيد بنى تيم ، وكان أقرب القوم بى قراية، وأردت ألا أتزجج بعده .

ن.

(1) اصنى الل : انالا راسه ال.

(2) كارة القصار: ما يجمعه ويكوره من الثياب فى ثوب يحمله، فيكون بعضها فوق بعض : (3) ابو عدرتها : أى أول من تزجها .

مخ ۲۹۲