285

============================================================

الأول من تجريد الأغانى 28 لك عندى الستر فى كل ما أرى منك والدخول معك فيما لا يجمل والشكر على ما تولينى . فقال : كذاك الظن بك . ثم التفت إلى حنين وعوده فى حجره وعليه قباء خشكشوى(1) ومستقة (2) حمراء، وخفان مكعبان . فسلم على . فقلت : 4)71 002 3 كيف أنت أبا كعب؟ فقال : بخير. فقلت : أخزق الزير (3) وأزخ البم (4) .

ففعل وضرب. فأجاد. فقال بشر لأصحابه : تلوموننى على أن آذن له على كل حال!

ثم أقيل على فقال : يا أبا عمرو ، من أين وقع لك حزق الزير؟ فقلت : ظننت أن الأمر هناك . فقال : إن الأمر كما ظنت هناك كله ، فمن أين تعرف حنينا؟

فقلت : هذا بطة أعراسنا، فكيف لا أعرفه. فضحك وغنى حنين فأجاد . فطرب وأمر له بجائزة . ثم ودعته وقمت بعد أن ذكرت له ما جئت فيه . فأمر لى بعشرة آلاف درهم وعشرة أثواب . فقمت مع الخادم حتى قبضت ذلك منه .

حين ول وقيل : قدم ابن سريج الحيرة ومعه ثلمائة دينار ، فأتى بها منزل حنين ، وذلك فى ولاية بشر بن مروان ، وقال : أنا رجل من أهل الحجاز من أهل مكة بلغنى طيب الحيرة وجؤدة خمرها وحسن غنائك فى هذا الشعر: حنتنى حانيات الدهر حتى كأتى خاتل(4) يدنو لصيد قريب الخطو يخسب من رآنى ولست مقيدا - أنى بقيد فحرجت بهذه الدنانير لا نفقها معك وعندك، ونتعاشر حتى تنفد وأنصرف إلى منزلى . فسأله حنين عن أسمه ونسبه . فغيرها وأدعى ولاء بنى مخزوم . فأخذ حنين المال منه وقال : هذا موفر عليك، ولك عندنا كل ما يحتاج إليه مثلك (1) خشكشوى : فارسية، ومناها : قميص خشن (2) المستقة : الفرو الطويل الكم . فارسى (3) احزق : اشدد . والزير : أرفع أوتار المود .

(4) الم : أغلظ أوتار العود (5) ف الأصل: " حابل " مكان "خاتل .

مخ ۲۸۵