============================================================
الأول من تجريد الأغانى إلا ببلد غير هذا البلد . فتقبضت نفسى ثم قلت : جارية والله ماهى فى بيت عيافة(1) ولا قيافة()) . فأقمت عندها ثم تروحت إلى أهلى فمكثت عندهم يومين ، ثم أصبحت غاديا إليها . فقالت لى أمرآة أخيها : ويحك يا رماح ! آين 1 تذهب؟ فقلت : إليكم . فقالت : وما تريد ؟ قد والله زوجت آم جخدر[البارحة).
فقلت : بمن؟ ويحك ! فقالت : برجل من آهل الشأم من آهل بيتها، جاءهم من الشأم فخطبها فزوجها وقد حملت إليه. فمضيت إليهم ، فإذا هو قد ضرب سرادقات. فجلست إليه فأنشدته وحدثته ، وعدت إليه أياماا . ثم إنه أحتملها فذهب بها فقلت: أجارتنا إن الخطوب تنوب علينا وبعض الآمنين تصيب أجارتنا لست الفداة ببارح ولكن مقيم ما أقام (3) عسيب (4
فإن تسالينى هل صبرت فإنى صبورة على ريب الزمان صليب
جرى با نبتات الحنل من ام جحده ظباه وطير بالفراق نعوب
فقالت حرام آن ترى بعد هذه جميعين إلا آن يلم غريب أجارتنا صبرا فيارب هالك تقطعم من وجد عليه قلوب ثم أنحدرت فى طلبها، وطمعت فى كلمتها : " إلا أن تجتمع فى بلد غير هذا البلد" قدرت الشأم زمانا، فتلقانى زوجها . فقال : مالك لا تغسل ثيابك هذه ! أرسل بها إلى الدار تغسل . فأرسلت بها. ثم إنى وقفت آنتظر خروج الجارية بالثياب، فقالت آم جحدر لجاريتها: إذا جاء فأعلمينى . فلما جئت إذا آم جخدر وراء الباب، فقالت : ويحك يارماح ! قد كنت أحسب أن لك عقلا! أما ترى أمرأ قد حيل (1) العيافة : زجر الطير ثم التفاؤل بأسمائها ومرها . والمعروف بالعيافة من العرب : بنوأسد وبنولهب) من الأزد.
(2) القيافة : تتبع الآثار ومعرفتها . والمعروف بالقيافة من العرب : بنو مدلج قبيلة من كنانة .
(3) عسيب : چبل بعالية نخلة . ويقال : لا افمل كذا ما أقام عسيب، أى لا أفعله أبدا
مخ ۲۶۷