============================================================
أخبار ابن ميادة ديث عشقه وحكى رجل من غطفان قال : 1 كنا بباب بعض الولاة بالمدينة ، ففرضنا(1) من طول الثواء ، فإذا أعرابى يقول : يا معشر العرب، أما فيكم رجل يأتينى أعلله إذ غرضنا من هذا المكان، فأخبره عن أم جخدر وعنى ؟ فجيت إليه فقلت : من أنت ؟ قال أنا الرماح بن أبرد . قلت : فأخبرنى ببدء أمركما . قال : كانت أم جخدر من عشيرتى فأعجبتنى ، وكانت بينى وبينها خلة ، ثم إنى عتبت عليها فى شىء بلغنى عنها ، فأتيتها فقلت : ياآم جحدر، إن الوصل عليك مزدود . قالت : ما قضى الله فهو خير. فلبنت على تلك الحال سنة ، وذهبت بهم تجعة فتباعدوا ، وأشتقت إليها شوق شديدا، فقلت لامرأة أخ لى : والله لئن دنت دارنا من آم جحدر لآتيتها ولأطلبن إليها أن ترد الوصل يينى ويينها ، ولئن ردته لا نقضته أبدا . ولم يكن يومان حتى رجعوا . فلما آصبحت غدوت عليهم فإذا ببيتين نازلين إلى سند أبرق (1) طويل، و إذا أمرأتان جالستان فى كساء واحد بين البيتين، فجئت فسلمت، فردت إحداها ولم ترد الأخرى . فقالت : ما جاء بك يا رماح إلينا؟ ماكنا حسبنا إلا أنه قد انقطع ما بيننا و يينك ! فقلت: إنى جعلت على نذرا لئن دنت بام جحدر دار لآتينها ولأطلبن منها أن ترد الوصل بينى ويينها ، ولئن هى فعلت لا نقضته أبدا .
وإذا الذى تكلمنى أمرأة أخيها ، وإذا الساكتة أم جحدر . فقالت أمرأة آخيها: فادخل مقدم البيت . فدخلت، وجاءت فدخلت من مؤخره ، فدنت قليلا، ثم إذا هى قديرزت . فساعة برزت جاء غراب فنعب على رأس الابرق:.
فنظرت اليه وشهقت وتغيروجهها . فقلت : ما شأنك ؟ قالت : لا شىء . قلت : بالله إلا أخبرتنى . قالت : أرى هذا الغراب يخبرنى أنا لا تجتمع بعد هذا اليوم
(1) غرضنا : ضجرتا.
(2) السند : ما ارتفع من الأرض . والأبرق : ما كان له لونان : سواد وبياض .
مخ ۲۶۶