أوصافه وألقابه الأخرى
لقد وصفه المترجمون له من القدماء والمتأخّرين بقولهم: الحكيم، المتكلّم، الفيلسوف، الأخلاقى، المؤرّخ، الرياضىّ، المهندس، اللغوي، الأديب، الشاعر، الكاتب، الذكىّ، الناقد، النافذ الفهم، الكثير الاطلاع على كتب الأقدمين ولغاتهم المتروكة. كما كان من ألقابه، علاوة على لقب مسكويه: الخازن، والنديم، كما لقّب بالمعلم الثالث، مع أنّ اللّقب كان قد ترشّح له ابن سينا أيضا. ويقال إنّ مسكويه لقّب بالمعلم الثالث لدوره الفذّ الذي لعبه في إعادة بناء الفلسفة اليونانيّة في فرعها العملي، أى في فلسفة الأخلاق، وجمع أشتاتها وتمحيصها وترصيص أركانها، بصورة لم يزد عليها أىّ مصنّف صنّف في فلسفة الأخلاق حتى زماننا هذا. أضف إلى ذلك أنّ أبرز كتاب في الأخلاق، ظهر في اللغة الفارسيّة، هو كتاب: أخلاق ناصري، الذي ليس إلّا ترجمة لكتاب مسكويه: تهذيب الأخلاق، نقله إلى الفارسيّة نصير الدين الطوسي وكان معجبا بمسكويه وكتابه إعجابا كبيرا يعرب عنه بأبياته المعروفة التي نظمها في زمن سابق وقبل أن يقوم بترجمته، وأوّلها: «بنفسي كتاب حاز كلّ فضيلة ...» (أنظر أخلاق ناصري: ٣٦) .
إنّ هذه الألقاب والنعوت التي لقّب بها مسكويه ونعت، لهى دليل على تعدّد عناصر شخصيّته وسعة آفاقه في العلم والحكمة، تعزّزه أدلّة أخرى تتمثّل في تلك الآثار الكثيرة القيّمة التي تركها لنا، والتي نوردها هنا باختصار:
آثاره في حقول المعرفة
١. ترتيب السعادات ومنازل العلوم (الترتيب، ترتيب السعادات، ترتيب السعادات ومنازل العلوم. أنظر التهذيب: زريق: ١٥، ٣٩، ٤٩، ٩١، ١٢٤، السعادة. طبعة الطوبجى، ترتيب العادات. أنظر العاملي: ٥: ١٠)، المسعدة. أنظر: مجلس، ف ٧٠٠١ وفي الصوان هو اسم لكتاب آخر لمسكويه. وقد حقّقنا ونشرنا هذا الكتاب الصغير الحجم تحت عنوان:
ترتيب السعادات ومنازل العلوم، وذلك في «مجموعه گنجينه بهارستان»: خزانة بهارستان،
1 / 19