تاج منظور
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
ژانرونه
فصل روي: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم»، فإن حسن الخلق والجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار، وإن الخلق الحسن لزمام بيد ملك يجره إلى الخير، والخير يجره إلى الجنة، وإن الخلق السيء لزمام من عذاب الله في أنف صاحبه، بيد شيطان يجره إلى الشر، والشر يجره إلى النار؛ وقال: إن هذه الأخلاق منائح من الله، فمن أراد به خيرا منحه خلقا حسنا، ومن أراد به شرا منحه خلقا سيئا.
وقال الأحنف: ألا أخبركم بأدوإ الأدواء؟ قالوا: بلى، قال: الخلق الدنيء، واللسان البذيء، وخير الرجال من كرمت خلائقه في العسر واليسر، ومن لم يبطره الغنى ولم يذله الفقر ولم يغيره الدهر.
ابن عباس: أكرم الناس علي جليسي، وليساو الرجل بين جلسائه في إقباله وحديثه وإكرامه وتقريبه، اقتداء بنبيئه -صلى الله عليه وسلم-، فإنه يقسم لحظاته بين جلسائه، ولا سئل شيئا قط فقال لا، ولا عاتب أحدا على ذنبه، وقال: ((من كان في مجلس ثم قام منه ثم رجع إليه، فهو أحق به))، وقال عمر: من تناول شيئا من لحية أخيه [93] فليره أياه.
فصل
من كان بين منافقين لا غنى له عنهم، فله لقاؤهم ببشر حسن، وملاطفة بقول وفعل، ويريهم التصويب لهم منه، ويفارقهم في السر، وتسعه التقية، لأن المؤمن يلقى الناس بلين الكلام ولو آمنا، وبما يكون به في دينه سالما، وينكر بقلبه أفعالهم القبيحة إن قبلوا قوله.
وإن أذاه أحد بقول أو فعل، فالمأمور به كفه عنه بمداراته والإحسان إليه، اقتداء بسيد البشر.
وجاز إضمار العداوة للكفار، وإظهار الود لهم تقية اقتداء به أيضا حين قال لرجل استأذنه في الدخول عليه: «بئس العشير »، فلما دخل ألان له القول، فعاتبته عائشة في ذلك، فقال لها: «إن أشر الناس منزلة غدا من تركه الناس اتقاء لفحشه».
مخ ۱۷۴