تاج منظور
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
ژانرونه
وسمع -قيل- علي رجلا يذم الدنيا فقال له: أيها الذام لها أنت المجترم عليها أم هي المجترمة عليك، ويحك فيم تذمها! أليست منزلة صدق لمن صدقها، ودار عمل لمن فهم عنها؛ هي مسجد أحبابه ومصلى أنبيائه ومهبط وحيه ومتجر أوليائه، اكتسبوا منها الرحمة فربحوا [87] فيها الجنة، فمن ذائذ بها وقد أذنت بزوالها ونادت بانقطاعها ونعتت نفسها لأهلها، فذمها رجال يوم الندامة، وحمدها آخرون، حدثتهم فصدقوا(86)، وذكرتهم فتذكروا؛ أيها الذام للدنيا والمغتر بغرورها متى استدامت إليك إلى آخر ما أطال فيه، ولكن -كما قيل- هي شاهدة بنفسها على حالها في أهلها لمن رزق الاعتبار والادكار وما ينظره منها من تغير الأحوال وتقلب الأكوان.
الباب الحادي والثلاثون
في الطيب والزينة واللباس واستعمال الآنية والخاتم والدهن
ويروى عنه -صلى الله عليه وسلم- يعرف بالطيب، ويدخن بالعود، ولما تزوج علي بفاطمة أمر بالطيب الممسك والعنبر، وقال: إنها غالية؛ وجرى اسمها بذلك. والمشهور أن الغالية هي الزابدة لا المسك ولا العنبر، وكانت تسمى باسم لم يحضرني حين الكتابة؛ وقد أتى بها عبد الله بن جعفر إلى معاوية، فقال له: كم قيمتها؟ فقال: كذا وكذا، وقال معاوية: غالية فجرى اسمها بذلك.
محبوب: لا بأس بمبايعة المسك والتطيب به بلا خلاف. وروي أنه -صلى الله عليه- أهدي إليه مسك فقسمه بين أصحابه ثم مسح بيده وجهه ورأسه، وقال: «يا لك من ريح الجنة». ولا خلاف أيضا في كونه طاهرا.
وجاز للرجل أن يتطيب في بدنه ولو بزعفران، ولا يظهر الحنا على قدميه إلا من ضرورة، وجاز في باطنهما وفي رأسه ولحيته، ويكره في يديه.
وقيل: كان جابر يصفر إزاره، ولم ير بالزينة والصبغ بأسا مالم يؤد إلى خيلاء.
مخ ۱۶۵