تاج منظور
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
ژانرونه
وقيل: ذكر الجنة موت، وذكر النار موت، فيا عجبا لنفس تحيى بين موتين؛ أما الجنة فلا صبر عنها، وأما النار فلا صبر عليها، وفوات النعيم أيسر من مقاساة الجحيم.
ويسأل العبد غدا في سبعة مراصد، واحد بعد واحد، عن الإيمان أولا، ثم عن الصلاة، ثم عن الزكاة، ثم عن الصوم، ثم عن الحج، ثم عن العمرة، ثم عن المظالم، وهي أصعبها لقوله تعالى: {إن ربك لبالمرصاد} (سورة الفجر: 14) .
وقد أجمع المليون على جواز حشر الأجساد ووقوعه؛ أما الجواز فلأن جمع الأجزاء على ما كانت عليه، وإعادة التأليف المخصوص فيها أمر ممكن، فإن الحشر عبارة عن جمع الأجساد وإحيائها وسوقها إلى الحشر والنشر، وهو البعث عبارة عن إحيائها بعد مماتها، لأن الأجزاء المتفرقة قابلة للجمع، وإن فرض أنها عدمت جاز إعادتها ثم جمعها وإعادة التأليف فيها لصحة القبول من القابل والفعل من الفاعل، وذلك يوجب الوقوع عقلا.
وأما جوازه نقلا، فلأن المعلوم صدقه بالأدلة القاطعة أخبر عنه في مواضع بعبارات لا تقبل التأويل حتى صار معلوما بالضرورة كونه من الدين، فمن أراد الاطلاع على مزيد البحث في ذلك فعليه [86] بالمعالم الدينية(85).
فصل
روي أن الناس في الغضب والرضى أربعة، وخيرهم البطيء الغضب السريع الرضى، وأشرهم عكسه، وأوسطهم الشبيه بالأول هو السريع فيهما، والبطيء بهما أشبه بالأشر.
وإن الغضب يفسد الإيمان كإفساد الصبر للعسل، وإنه يأكل الحسنات كأكل النار للحطب؛ وأن البطنة تقسي القلب، وحب الراحة والطعام والنوم يورث القساوة.
أبو ذر: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالنظر إلى من دوني لا إلى من فوقي، وبحب المساكين والدنو منهم، وبأن أصل رحمي ولو أكثرت مني، وبأن أقول الحق وإن كان مرا، وبأن لا أخاف في الله لومة لائم، وبأن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
مخ ۱۶۳