شرفا ما خص الله تعالى به من مثابة بيته العظيم وما سبق لها من دعوة الخليل إبراهيم، وإنها حرم الله وأمنه وكفاها أنها منشأ النبي ﷺ الأمي الذي آثره الله بالتشريف والتكريم وبعثه بالآيات البينات والذكر الحكيم، فهي مبدأ نزول الوحي والتنزيل ومهبط الروح الأمين جبريل.
وكانت بمثابة أنبياء الله ورسله الاكرمين، وهي أيضا مسقط رؤوس جماعة الصحابة القرشيين المهاجرين الذين جعلهم الله مصابيح الدين. ونجوما للمهتدين. فمن مشاهدها التي عاينها قبة الوحي وهي في دار خديجة أم المؤمنين ﵂.
وفيها كان أبناء النبي ﷺ بها. وقبة صغيرة أيضا في الدار المذكورة.
وفيها كان مولد فاطمة الزهراء ﵂، وهذه المواضع المقدسة مغلوقة مصونة قد بنيت بناء يليق بمثلها، وكتب بداخل القبة الأولى ما نصه " بسم الرحمن الرحيم تقرب إلى الله تعالى بعمارة هذا الموضع الشريف المنسوب إلى خديجة ﵂ ومسكن رسول الله ﷺ ومهبط الوحي الكريم العبد المفتقر إلى رحمة الله تعالى، مولانا السلطان بن السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي خادم الحرمين الشريفين بلغه الله تعالى غاية أماله، وتقبل منه صالح أعماله، وذلك بتاريخ شهر صفر سنة ست وثمانين وستمائة وكتب بداخل القبة الصغيرة هذا موضع مولد فاطمة ﵂ " وموضع الولادة شبه صهريج صغير وفيها محتبى النبي ﷺ شبيه القبة وفيه مقعد في الأرض شبيه الحفرة داخله في الجدار قليلا وقد خرج عليها من الجدار حجر مبسوط كأنه يظل المقعد المذكور، قيل انه الحجر الذي غطى النبي ﷺ عند اختبائه في الموضع المذكور وفي زقاق هذه الدار على مقربة منها مصطبة فيها متكأ يقصد الناس إليها، ويصلون فيها ويتمسحون بأركانها لان في موضعها كان قعود النبي ﷺ ومن مشاهدها الكريمة أيضا مولد النبي ﷺ والتربة التي هي أول تربة مست جسمه الطاهر بني عليها مسجد لم ير أحفل بناء منه أكثره ذهب منزل وكان دارا لعبد الله بن عبد المطلب أبي النبي ﷺ.
1 / 77