وروى أبو هريرة قال: كانت الكعبة زبدة بيضاء على وجه الماء عليها ملكان يسبحان الله تعالى قبل خلق الأرض بألفي سنة وسئل علي ﵁ عن أول بيت وضع في الأرض فقال له انه كان قبل هذا البيت بيوت كثيرة ولكنه أول بيت وضع الناس مباركا فيه الهدى والرحمة والبركة، وقد ورد في الآثار ان إبراهيم ﵇ لما بنى الكعبة أمره الله سبحانه أن يقف على جبل من جبال الأرض وأحيا له الأولين والآخرين إلى يوم القيامة وأمره أن ينادي في الناس ان ربكم بنى بيتا فحجوه فأجابه كل من سبق القضاء بحجه وأحياهم حتى سمعوا خطابه وهو أحد الاحياءات الخمسة التي يتطور فيها الآدمي وينام فيها وقيل أنه كان من موضعه بيت فرفع إلى السماء الرابعة فالملائكة تطوف به في السماوات كالبيت الذي بمكة، وقد صح في الشريعة وتواتر أنه أحب بقاع الأرض إلى الله وإنما سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة وتقطعهم وقيل لأن الناس يتبكون فيها أي يزدحمون في أيام الحجيج وبكة ومكة اسمان على مسمى واحد وقيل مكة البلد وبكة موضوع المسجد والصحيح هو الأول والمراد من الوضع المذكور في الآية الكريمة أن الله سبحانه وضعه متعبدا للناس وقبلة لهم تنبيها على تخصيصه وتشريفه ووصفه بالبركة ظاهر لأنه يحمل لمن حجه أو اعتمره الخير والزيادة التامة وتكفير الذنوب والآيات التي فيه هي مقام إبراهيم وأمن من دخله، وأثر القدم في الصخرة الصماء وغوصه فيها إلى الكعبين. . .
1 / 72