تحریر الافکار
تحرير الأفكار
ژانرونه
قلت: هذا من تعصب ابن حبان، ومن رأى إفراطه في جرح أبي حنيفة عرف أنه لا يعتد بكلامه، وكلمته هذه في جابر لم أجدها لأحد سواه على كثرة أقاويلهم، وابن حبان متأخر، ولو كان كلامه صحيحا لاشتهر من قبله وخصوصا في أهل نحلته الحراص على جرح جابر وأضرابه، حتى شبههم شعبة بالمجانين فيما رواه ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل ( ج 1 ص 136 ) فقال: حدثنا محمد ابن يحيى، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود عن شعبة قال: لا تنظروا إلى هؤلاء المجانين الذين يقعون في جابر الجعفي.
ولنقتصر على هذا القدر ففيه كفاية للذب عن هذا المحدث العظيم، الذي هو جبل من جبال العلم وركن من أركان الحديث.
3 الحسين بن علوان:
وأما الحسين بن علوان، فإن حديثه عن أبي خالد الواسطي من رواية الإمام أحمد بن عيسى بن زيد حديث طيب سليم من المناكير. والقوم جرحوه نظرا إلى ما روي عنه عن هشام بن عروة والأعمش، ولعل ذلك مكذوب عليه، توصلا إلى جرحه، وليس عندنا من ذلك شيء.
وأول ترجمته في كتاب ابن أبي حاتم ( ج 3 ص 61 ) روى عن هشام بن عروة، ولم يذكر غيره.
وأول ترجمته في « الميزان » عن الأعمش وهشام بن عروة.
وأول ترجمته في كتاب « المجروحين » لابن حبان حسين بن علوان من أهل الكوفة، كان يضع الحديث على هشام وغيره من الثقات، ثم ذكر أحاديث عن حسين بن علوان عن هشام احتج بها على أنه يضع الحديث، وأكثرها أرسلها عن حسين بن علوان، ولم يسند منها إلا حديثين عن هشام عن أبيه عن عائشة.
أحدهما: أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وقت للنفساء أربعين يوما إلا أن ترى الطهر قبل ذلك فتغتسل وتصلي ولا يقربها زوجها في الأربعين.
مخ ۹۰