319

والجواب: إن هذا تعصب ظاهر أن تجعل السيوطي لما خالف ما تهواه أراد نصرة المذهب، وابن حجر أراد نصرة السنة وخدمة الحديث، مع أن السيوطي أشد خدمة للحديث لكثرة ما حوته مؤلفاته في الحديث، فنصرته للسنة أظهر. أما ابن حجر فنصرته للبخاري ومن وافقه في علم الجرح والتعديل والتصحيح والتضعيف بطريقتهم المعروفة. ومن طالع مقدمة شرح ابن حجر على البخاري ممن يحرر فكره ولا يتعصب للبخاري فلا بد أن يعرف إذا تأمل تعصب ابن حجر للبخاري. وعلى هذا فابن حجر أولى بأن ينسب إليه قصد نصرة المذهب، لأن أكثر عنايته في نصرة سلفه، فأما السيوطي فعنايته في جمع الحديث ظاهرة بمؤلفاته: جمع الجوامع، والجامع الصغير، والدر المنثور وغيرها.

* * *

بحث

تغيير بني أمية للشعائر الإسلامية

قال مقبل ( ص 80 ): وأما ما وقع من الأمويين من التغيير في الصلاة كحذف بعض تكبير النفل وتأخير خطبة العيد، فأعتقد أنه قد وقع منكم أضعافه، والسبب في هذا أن الأمويين إذا غيروا شيئا أنكر عليهم الصحابة والتابعين، وأما أنتم في اليمن فقد خلا الجو لكم، ومن أراد أن يظهر السنه قمعتموه، حتى إن علماء السنة صاروا لا يستطيعون أن يعملوا بالسنة فضلا عن أن يدعوا إليها فلسان حالهم من تعسفهم قائلا: ( كذا بنصب قائلا ):

حكوا باطلا وانتضوا صارما***وقالوا صدقنا فقلنا نعم

وإذا كان الأمويون قد وقع منهم بعض التغيير في الصلاة، فقد غيرتم في الأصول، فهل تؤمنون بأسماء الله وصفاته... ؟ الخ.

والجواب: إن هذا الكلام يوهم أنه لم يقع من الأمويين تغيير في الدين إلا بعض التغيير في الصلاة، وهذا يدل على تعصب مقبل لهم، وأنه ينظر إليهم بعين الرضا.

مخ ۳۲۵