304

قال في نصب الراية: وهذا الحديث رواه أبو داود في سننه والترمذي في جامعه بهذا السند والدارقطني في سننه، وكلهم قالوا: كان يفتتح صلاته ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [.

قلت: تعدد المخرجين ليس كتعدد الرواة بل لعله راو واحد خالف لفظه لفظ البزار فأورده الترمذي وأبو داود ثم قال: وقد روى هذا الحديث البيهقي في سننه من طريق إسحاق بن راهويه، عن معتمر بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن حماد ابن أبي سليمان يحدث عن أبي خالد، عن ابن عباس: « أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)كان يقرأ ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [ في الصلاة » يعني يجهر بها انتهى.

ثم قال: وله طريق خامس عند الدارقطني: عن عمر بن حفص المكي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: « أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)لم يزل يجهر في السورتين ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [ حتى قبض » انتهى.

ثم قال: ثم ذكر الخطيب لحديث ابن عباس طرقا أخرى ليست صحيحة ولا صريحة.

قلت: هذا مبني على مذهبه في الجرح والتضعيف وليس عمدة، مع أن الأسانيد الكثيرة يقوي بعضها بعضا، فإذا كثرت صار الحديث معلوما فلا يحتاج إلى سند صحيح بعينه. وقد أسرف الزيلعي في هذه المسألة في الجرح والتضعيف وأفرط وأطال الجدل فلا يكاد يمر بسند إلا التمس فيه راويا يضعفه، وإذا عجز جادل في صحة الحديث بدعوى علة فيه، وإذا عجز جادل في دلالته. أما إسرافه في الجرح فلأن كثيرا من رواة الجهر هم من الشيعة وهم يجرحونهم أو يضعفونهم محاربة للفضائل التي يروونها لعلي(عليه السلام)أو في كل أهل البيت(عليهم السلام) مع عداوة اختلاف المذهب وميلهم إلى جرحهم لذلك، وخصوصا من اتهموه بالرفض على حد تعبيرهم أو روى ما يدل على تقديم علي(عليه السلام)على الصحابة كلهم فإنهم يغضبون عليه ويتركونه ويسمونه متروكا، كما ترى برهانه في هذا الكتاب في مواضع منه.

مخ ۳۱۰